تبدّلت بيروت في استقبال الموفد الاميركي ديفيد هيل، فاستقبلته بحرارة بعكس البرودة التي استقبلت فيها العام الماضي وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون.
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٩
تبدّلت بيروت في استقبال الموفد الاميركي ديفيد هيل، فاستقبلته بحرارة بعكس البرودة التي استقبلت فيها العام الماضي وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون.
واذا كانت بيروت تبدّلت فالأميركيون لم يتغيّروا، بل استكملوا مواقفهم تصعيدا في وجه حزب الله، وثبتوا في تحميل اللبنانيين مسؤولية التغاضي عن جنوح هذا الحزب الذي وصفه هيل ب"الإرهابي".
في العام الماضي انتظر تيلرسون عشر دقائق ليطل عليه الرئيس عون في صالون القصر الجمهوري.
وأرسل اليه الوزير باسيل موظفا من الخارجية لاستقباله في المطار، وامتعض زعيم التيار الوطني الحر من تحويل السراي الكبير الى منصة لإعلان مواقف الزوار الأجانب خصوصا الاميركيين منهم، بدل وزارة الخارجية التي همشّتها قامة الرئيس رفيق الحريري وامتد هذا التهميش الى نجله سعد.
اختفت كل هذه البرودة والامتعاض في استقبال هيل الذي أصرّ على أن يقول كلامه الكبير من السراي، وأن "يُمالح" اللبنانيين على "المائدة الحريرية".
قد تكون هذه المقارنة هامشية، لكنّ المفارقة، أنّ زيارة هيل جاءت في السياق نفسه لزيارة تيلرسون وهي عزل حزب الله "الإرهابي" أميركيا.
تيلرسون أكدّ أنّ "حزب الله منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري" وشدّد على الالتزام اللبناني بالنأي بالنفس، عارضا مساوئ مشاركة حزب الله في الحرب السورية. ودعا الشعب اللبناني الى أن يقلق من هذا الحزب وترسانته.
وطرح توسطا اميركيا بين لبنان وإسرائيل لإبقاء الحدود مستقرة.
هيل رفع لهجته، مذكرا من السراي، بتهديد وزير خارجيته مايك بومبيو بطرد كل وجود عسكري إيراني في سوريا.
ربط هيل في الاستراتيجية الاميركية بين ايران وحزب الله بشكل مبكّل. أسبغ على الدور الايراني في المنطقة نعوتا واسعة في زرع الفوضى واللإستقرار.
هيل الذي جدّد الدعم الاميركي للقوى اللبنانية الشرعية، عاد وذكّر اللبنانيين بدورهم في إطار"الدولة"، وهو ألا يكون هناك ازدواجية في سيادتها. السيادة للدولة فقط.
صحيح أنّه يقترب في معادلته من المصلحة الأمنية الإسرائيلية، لكنّه يُمسك هذه المرة بملفين :الترسانة الصاروخية للحزب وأنفاقة التي تخطّت برأيه الخط الأزرق.
هيل لم يضع لللبنانيين خريطة طريق للتخلّص من هذه الازدواجية، فهو مارس التقيّة الأميركية المعروفة والتي تتخوّف دوما من القوى المحلية التي تملك أسرار عرقلة الاستراتيجيات الكبرى.
الديبلوماسية الاميركية اعترفت هذه المرة بحق لبنان في الدفاع عن نفسه، ولكن "هذا حق للدولة اللبنانية وحدها"، أي أنّه أسقط ثلاثية الجيش والمقاومة والشعب.
هيل تدخّل هذه المرة في الشأن الداخلي اللبناني فدعا اللبنانيين لاختيار حكومتهم المنتظرة لوحدهم، ففي القطبة المخفية للخطاب الاميركي، على اللبنانيين أن يُبعدوا أنفسهم في تشكيل الحكومة من التدخلين السوري والإيراني.
وبالانتظار، أفتى هيل بإنعاش حكومة تصريف الأعمال من ضمن الممكن خصوصا في المعالجات الاقتصادية التي "تجنّب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية".
هذه المرة، أعاد الرئيس عون، وفق ما هو مسرّب من اجتماعه مع هيل، التذكير بأنّ مشكلة الازدواجية تعود الى السياسة الاميركية في الصراع العربي الإسرائيلي.
لا يزال الموقفان اللبناني والأميركي يتباعدان في مسألة حزب الله، لكنّ الملاحظ أنّ الحرارة طغت على اللقاءات اللبنانية –الاميركية، حتى الصورة التي وزعتها الوكالة الوطنية للقاء هيل والرئيس نبيه بري، أوحت بأنّ الاجتماع بينهما كان سلسا، وما يدل على هذه السلاسة ضحكة بري وابتسامة هيل.
أما التبدّل "العوني" في الاستقبال فكان واضحا مع خطاب يتميّز بالتوازن على الأقل في القول لا بالفعل.
حتى دالاتي ونهرا التقط في صورته الموّزعة رسميا على وسائل الاعلام، ابتسامات وسلامات بين الرئيس عون وهيل بحضور السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد.
(تذكير:هيل التقى في بيروت الرؤساء عون وبري والحريري والوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل والوزير المفوّض في السفارة السعودية وليد البخاري)
ينتظر اللبنانيون على مفترق تداعيات المواجهة الايرانية الاسرائيلية وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
ترك الهجوم الايراني على اسرائيل رسائل مهمة تتخطى فعله المباشر.
تلوح في الأفق بوادر معركة قاسية بين القوات اللبنانية وحزب الله على خلفية مقتل باسكال سليمان، فهل تبقى في إطارها السياسي؟
تبقى صورة باسكال سليمان وعائلته خير مثال لتحديد هوية القاتل والقتيل.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البحث عن سبل تمويل إعادة بناء الجنوب.
وجهت اسرائيل باغتيالها محمد رضا زاهدي ضربة موجعة الى محور الممانعة في الاقليم.
تصاعدت المخاوف من إقدام اسرائيل على خطوة عسكرية في الجنوب بعد رفح.
قررت السلطات الأردنية منع وصول المتظاهرين الى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كما يحصل في جنوب لبنان.
حقّق رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني انجازات مهمة في مدة قياسية.
يتقدّم الهجوم الارهابي على مسرح في موسكو وسقوط عدد كبير من الضحايا المشهد العالمي المُنشغل بحربي أوكرانيا وغزة.