ما يحدث في السودان وروسيا من انقلاب الميلشيات على رعاتها يتمدّد الى وقائع أخرى من لبنان الى العراق وصولا الى اليمن.
الإثنين ٢٦ يونيو ٢٠٢٣
المحرر الديبلوماسي- لا يمكن قراءة تمرد مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الا من زاوية "القائد الميلشياوي" الذي ينقلب على راعيه. هي الصورة الروسية التي استنسخت صورة قوات الدعم السريع في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، وهي في الأصل مجموعة عسكرية تشكلت من ميليشيا الجنجويد واعترفت بها الدولة السودانية رسميا العام ٢٠١٣ كذراع عسكري في قمع التمرد في دارفور(غرب السودان) وحراسة الحدود، والقضاء على التهريب. وذهب البرلمان السوداني العام ٢٠١٧ الى تشريعها كقوة أمنية رديفة ،مستقلة، تتبع القوات المسلحة، لكنّ هذه القوة تنامى دورها وطنيا، من زاويتين: التعامل الدولي معها، خصوصا الأوروبي، في مواجهة الهجرة غير الشرعية، وحرب اليمن، واتخذت،محليا، موقعها السياسي الراجح في إسقاط نظام عمر البشير في وقت كانت تلاحق هذه "الميليشيا" اتهامات أممية بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ومن قوة أمنية مستقلة، أصبحت، العام ٢٠١٩، هذه القوة " جيشا في جيش"، الى أن نشبت الخلافات بين حميدتي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، فدخلت السودان في حرب أهلية، شكلت قوة الدعم السريع قوة انتشار وسيطرة في الخرطوم ، بإمكانات عددية وآليّة ومالية كبيرة جنتها هذه القوات بصورة غير شرعية من ثروات السودان خصوصا الذهب في "جبل عامر" وجنوب كرفان . هذا النموذج السوداني يمكن إسقاطه على مجموعة فاغنر، كميليشيا مرادفة للجيش الروسي، وتحوّلت مع الوقت الى ضرورة. أصلا، نشأت "فاغنر" في صلب الجيش الروسي، وهندسها ضابط سابق هو ديميتري أوتكين، فأعطاها اسمه الحركي في حرب الشيشان والمخابرات العسكرية الروسية. ظهرت "فاغنر" أولا العام ٢٠١٤ حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم ، وتوسعت فاغنر عدديا بتجنيد قدامى المحاربين الروس، معظمهم من الريف، طمعا بالمال الذي تؤمنه المخابرات الروسية برغم أنّ "فاغنر" ليست شرعية كما قوات الدعم السريع. واستطاع "طباخ بوتين" يفغيني بريغوزين " أن يقفز،كقائد لفاغنر، الى الواجهة في حرب أوكرانيا، برغم خضوع شركاته لعقوبات أميركية في محاولة لتطويق نفوذه عالميا، في سوريا، وليبيا، وجمهورية افريقيا الوسطى (حراسة مناجم الماس) والسودان( استغلال مناجم الذهب). في حرب أوكرانيا، حققت "فاغنر" إنجازات ميدانية كبرى، وتجاسر بريغوزين على انتقاد القيادة الروسية العسكرية علنا، قبل أن يتمرّد مؤخرا، مهددا موسكو بحمام دم. هل انتهى هذا التمرد بالتسوية المعروفة لإنهاء أبرز تحدّ لسلطة الرئيس بوريس يلتسين؟ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أشار الى تساؤلات، وظهور تصدعات حقيقية في سلطة بوتين، وفتحَ أفقا من التوقعات قائلا:" لم نشهد الفصل الأخير من القصة بعد، ونراقب ذلك عن كثب". أين هو بريغوجين الآن بعد نجاح وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو؟ بلينكن يتوقع أنّ "قصة فاغنر" وتمردها لم تنته بعد، وقد " تستغرق أسابيع أو شهورا "لكنّه جزم بإجهاض التمرد . قصة فاغنر وقوات الدعم السريع تقود الى مكان آخر حيث تنتفض " الميليشيات" أو " الحركات الثورية" على رعاتها، من الأفغان العرب" الى حركات كثيرة في التاريخ، ولا يبتعد لبنان عن هذا المحور في خلق " القوة البديلة" تماما كما الحرس الثوري الإيراني في الجمهورية الإسلامية، والحشد الشعبي في العراق، وخير دليل على هذه الانقلابات ما فعله الحوثيون براعيهم السابق الرئيس علي عبد الله صالح فقتلوه برصاصة نارية في رأسه.
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.