Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


بري ولودريان في مآزق الحوار أو النقاش

 لا تزال نتائج جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان موضوع تحليل واستنتاجات متضاربة تتقاطع عند العجز الفرنسي في الخرق.

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي- لا تشير المعطيات التي تجمّعت في الفضاء الفرنسي الى أنّ الموفد جان ايف لودريان حقّق نتائج ملموسة في جولته الأخيرة.

ومع أنّ كل فريق من فرقاء الصراع الانتخابي سوّق النتائج التي تصب في خانته الا أنّ النتيجة الحسابية التي كونتها العلامات التي حصل عليها لودريان في " الامتحان اللبناني" تساوي " الصفر".

فلا يزال لودريان في دائرة النصح وإلارشاد والتذكير بأنّ المسؤول الأول في الانتخاب الرئاسي هم النواب، والدور الفرنسي هو المساعدة.

يوحي هذا الكلام الفضفاض أنّ المبادرة الفرنسية سقطت وتدور في حلقة مفرغة من " التحرك من أجل التحرك" وفي الاستعراض الديبلوماسي الذي تريد منه إدارة الرئيس ايمانويل ماكرون،الإشارة الى  أنّ ديبلوماسيتها لا تزال فاعلة، في لبنان الذي صنعته كبوابة للشرق الأوسط، أو في مربع من مربعات "سايكس بيكو"، بعد التراجع الكبير لها في الخريطة الدولية، من افريقيا الى أوروبا بحد ذاتها، بعد تراجع تأثيرها في مقابل تقدم التأثير الألماني في " القارة العجوز".

لم يقدّم لودريان أيّ برنامج عملي يعطي المبادرة الفرنسية صفة " المسالك" الى الانتخاب، لا كآلية، ولا كجدول أعمال،ولا كعنوان،  ما فعله أنّه أضاف فقط في جولته الأخيرة مفردة  على مصطلحاته، فاستبدل كلمة " الحوار" ب" النقاش" وفق ما أشارت شخصية شاركت في جلسة "لودريانية".

ويقتصر النجاح الفرنسي حاليا في تأمين مصالح اقتصادية لشركات ورجال أعمال لهم مصالح في المرافئ والمرافق اللبنانية وتهتم كثيرا بالاستقرار وعقد الصفقات.

هذه الضبابية في الخطاب الديبلوماسي للموفد الفرنسي، تتزامن مع  تحركات خجولة للجانب السعودي، بخلاف ما يُحكى عن اندفاعة سعودية جديدة في "جمع الأوراق" في لبنان، فيبدو أنّ المملكة التي انسحبت سابقا من الساحة اللبنانية، تجد صعوبة في استرجاع دورها المفقود، لعوامل عدة، منها جبهتها " اللبنانية" المفككة، والتي لم تستطع حماية مصالحها في المرحلة السابقة، إن في مواجهة حزب الله الذي كان يشنّ عليها حروبا إعلامية وميدانية في اليمن، وتركت الأجهزة اللبنانية والسياسية ندوبا في خاصرتها من خلال استمرار تدفق الكابتاغون الى أراضيها عبر مرافئ لبنان، وإن بتبعثر القوى السنية التي بات صعبا  " خندقتها" بعدما خرج من الساحة تيار المستقبل الذي يعتقد مسؤولون سعوديرن أنّه كان في أدائه  أقرب الى الحزب منها .

وتظهر السياسة الأميركية في لبنان "براغماتية" بامتياز تنطلق تحديدا من ثابتة " الاستقرار".

ولا تبتعد المبادرة القطرية عن غموض شقيقتها الفرنسية في الالتباس والتحرك من دون " ذخيرة" واقعية. فالدولتان التي تتحركان، الفرنسية والقطرية، لا تملكان سلاح الضغط الفعلي على أفرقاء الصراع في لبنان، ويبدو أنّ فرقاء كثر تستفيد، في هذه المرحلة من الفوضى اللبنانية، من عمليات تبييض الأموال الناشطة بقوة حاليا، والتي تشكل مكافحتها  مطلبا أساسيا لصندوق النقد الدولي، لذلك لا تتجاوب القاطرات السياسية المحلية مع ما يُعرف ب" الإصلاحات" لأنها تُقفل منفذ هذا " التبييض" إضافة الى التهريب وتشكيل شبكات تبدأ من الدعارة لتصل الى المخدرات .

وإذا كان المستفيدون كثر، وهم معروفون بهوياتهم السياسية، فإنّ فريقي الصراع محليا أيّ الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي  القواتي والكتائبي، يتصارعان، فيستمد الثنائي الشيعي قوته من خسارته الأقل، بنسب كبيرة، من الثنائي المسيحي، في وقت يقضم حزب الله يوميا مزيدا من المكاسب على الأرض عبر امتلاكه السيولة النقدية، والقوتين السياسية والأمنية، ويحصد من " الفوضى اللبنانية" نتائج تُرضي بيئته الحاضنة، وتعزّز موقعه في التوازنات المحلية، الطائفية الجانب.

في كل ما يُذكر، يبدو الرئيس نبيه بري الحذر من مراكمة سلبية الى سلبياته التاريخية في رئاسته مجلس النواب، مترددا في إطلاق حواره الذي بات في مآزق:

-هل يمكن لطرف من أطراف الصراع الدعوة لانعقاد حوار بنده الأساسي انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو طرف فيه، وأكثر، هو يدير معركة سليمان فرنجية.

- من سينقل الدعوة الى الحوار الى الأطراف المعنية به، أهو الدراج في مجلس النواب، أو في حركة أمل، أو في السفارة الفرنسية في بيروت.

- ما هو جدول الأعمال، ومن سيدير الحوار في نقاشاته الحامية كما المتوقع.

-أين الدور الفرنسي الضائع في خياراته وطروحاته.

هذه الأسئلة البديهية لا يملك أجوبة عليها، لا لودريان ولا الرئيس بري الذي يحاول تمرير الوقت بما يُلهي " الجمهور" تزامنا مع ادراك حليفه حزب الله أنّ الاستعجال غير ضروري لأسباب عدة أنّ المعركة تُربَحُ بالنقاط مع أنّه لا يُسقط خيارات الضربة القاضية التي يملكها والتي ملكها سابقا في انتخابات " الميشيلين" سليمان وعون.

استذكار الماضي القريب ضروري لإدراك حقيقة أنّ الحزب هو الرابح الأكبر أو الخاسر الأقل في لعبة عض الأصابع، لذلك يظهر الرئيس نبيه بري على هامشه، ويغرّد لودريان من أجل التغريد فقط أو من أجل كتابة " التقارير" التي يُجيد الفرنسيون أساليبها.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :46434 الإثنين ٠٦ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :43213 الإثنين ٠٦ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42762 الإثنين ٠٦ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور