توغل الآلة العسكرية الاسرائيلية في التوحش تحت مظلة غربية ثابتة.
الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣
أنطوان سلامه- من الصعب جدا الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي في مساراته العادية فكيف في زمن الحرب والسحق، وفي الزمن الذي تتوحش فيه إسرائيل في الحدّ الأقصى يدعمها الاستعمار المُستيقظ في جبهة واحدة ما يفصل مجددا الشرق عن الغرب. أخطر ما في هذه الحرب أنّها أفرزت عالمين متناقضين : الغرب بقاطرة أميركية ، في رعايته " الإجرام الإسرائيلي"، والشرق بمسحته العربية والإسلامية يغوص في ضعفه التاريخي. يستمد هذا الضعف انهياراته وتفككه من ضبابية القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين، خصوصا بعد اتفاقيات السلام بين دولتي مصر والأردن و"دولة إسرائيل" برضى شعبي، يتوجّها اتفاق أوسلو بعد مؤتمر مدريد، وصولا الى التطبيع الخليجي مع هذه الدولة التي وُصفت سابقا بالغاصبة. وأكثر ما هزّ قواعد القضية ارتفاع المنسوب الديني الذي يستمد جذوره من "الأخوان المسلمين" في مقابل تراجع النزعة الفلسطينية الذاتية التي مثلّها ياسر عرفات في الإبقاء على التنوع الحضاري في الخطاب الفلسطيني، فيحاكي الشعوب ككل، والأنظمة ككل، فيتخطى محدودية فلسطين الجغرافية وهويتها الديمغرافية، الى رحاب أوسع. وإذا كانت الحكومات الإسرائيلية اقترفت خطايا وجرائم بحق المعتدلين الفلسطينيين، وغضت طرفها عن حقيقة تنامي التيارات الدينية في عمق المجتمع الفلسطيني وواجهته في الداخل، من الضفة الى غزة، فهي دفعت ثمن هذا الخيار كما دفعت الولايات المتحدة الأميركية خيار دعم "المجاهدين" في حرب أفغانستان ضدّ الغزو السوفياتي. لم يعد الاجتياح الإسرائيلي البري قطاع غزة هو المُنتظر، ليعطي إشارة فتح "الساحات الواحدة" بمظلتها الإيرانية – الإسلامية، فغزة كما وعد جنرالات الجيش الإسرائيلي لن تبقى مساحة قابلة للعيش. هذا هو الهدف الذي تنفذه الآلة العسكرية الإسرائيلية بدعم المحور الغربي. ولن تنفع إطلالة إسماعيل هنية من " عليائه" بكامل أناقته، وبالوقت الوافر الذي أعطاه لتسريحة شعره، وهندسة لحيته، ليؤكد أنّ الشعب الفلسطيني لن يعيش نكبة ثانية. هذه الاطلالة لمن يرغب بمشاهدتها مجددا، هي من الصور البشعة التي تضاهي بشاعة مذبحة الأطفال في غزة. هذه الاطلالة تؤكد أنّ قيادات الخط الإسلامي الفلسطيني ليست أفضل مما تبقى من قيادات في خط منظمة التحرير. اهتزازٌ جديد يُضاف الى اهتزازات القضية الفلسطينية: غياب القيادات الواعية والملتزمة بجوهر الصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني بأسطورية في مسارات التراجيديا في التاريخ. شعب لا يمكن الا الانحناء أمام بطولاته الجماعية في الداخل، من انتفاضات الحجارة الى المواجهة الغزاوية باللحم الحيّ. خسرت القضية الفلسطينية بريقها على يدّ قادتها الجدد الموزعي الانتماءات بين طهران والدوحة وأنقرة....الخ. لا شك، أنّ الصراع مع إسرائيل صعبٌ للغاية ومستحيل ربما، لكنّه يحتاج الى قيادات تفكّر أبعد من " عملية عسكرية" هنا وعملية هناك. تكمن فجيعة الشعب الفلسطيني حاليا في أنّ إسرائيل تحت حكم "جنرالات" صهاينة ، لا تعترف بمعنى التعايش في دولتين أو حتى في الدولة الواحدة، وتعتقد أنّ تهويد الأرض ينطلق من تفريغها من سكانها الأصليين، وهذا المنحى بخلفية دينية توراتية، يتعاطف معه المسيحيون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية الذين استطاعوا، مع دعاية الدولة الإسرائيلية، تحويل حماس بعد عملية "طوفان الأقصى" الى "داعش" مستجد خطره. حرب غزة فرزت العالم في أوج صراعات الحضارات. وينتظر الفلسطينيون في غزة، بفارغ الصبر، أن تأتيهم النجدة من جنوب لبنان! من مفارقات هذه الحرب، أنّ الشعبين الفلسطيني واللبناني يواجهان الإعصار الأحمر الإسرائيلي والغربي كشعبين هما الأهم بين الشعوب العربية من حيث الصمود والتأقلم مع الواقع المهترئ، في اللحظات المصيرية. شعوبٌ لم تتحرّك الا في تظاهرات خجولة في القاهرة وعمان ودمشق الغائبة عن الوعي، بالقدر القليل من تدفق الجماهير في وداع أم كلثوم وعبد الحليم... وحين تحرّكت تظاهرات في بيروت اتجهت الى الأهداف الخاطئة، من حرق أملاك المدنيين العزل في ساحل المتن، أو بمهاجمة الجامعة الأميركية التي أطلقت من حرمها نخب مواجهة التتريك، والقوميين العرب، ودرست فيها النخبة الفلسطينية، أو باختراع "مقاومة " الأرض المفتوحة" واحترام قواعد الاشتباك من دون قياس فواجع التهجير والتجويع والتفكك الاجتماعي وانهيار البنى السياسية والاقتصادية... ما يجمع أهم شعبين مقاومين، في الخريطة العربية ، الفلسطيني واللبناني، قيادات فاسدة وفاشلة... وبلا ضمير.
تمّ إقرار التمديد للمجالس البليدية والاختيارية بغالبية النواب الحاضرين.
تصاعدت مخاطر الحرب الاقليمية بعد الرد الصاروخي الايراني على اسرائيل فسارعت الولايات المتحدة الى الاحتواء.
تكثفت المساعي الفرنسية على خطي ساحة النجمة والجنوب.
ينتظر اللبنانيون على مفترق تداعيات المواجهة الايرانية الاسرائيلية وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
ترك الهجوم الايراني على اسرائيل رسائل مهمة تتخطى فعله المباشر.
تلوح في الأفق بوادر معركة قاسية بين القوات اللبنانية وحزب الله على خلفية مقتل باسكال سليمان، فهل تبقى في إطارها السياسي؟
تبقى صورة باسكال سليمان وعائلته خير مثال لتحديد هوية القاتل والقتيل.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البحث عن سبل تمويل إعادة بناء الجنوب.
وجهت اسرائيل باغتيالها محمد رضا زاهدي ضربة موجعة الى محور الممانعة في الاقليم.
تصاعدت المخاوف من إقدام اسرائيل على خطوة عسكرية في الجنوب بعد رفح.