Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


ما لم يقله نصرالله وما لم يقله اللبنانيون في خطابه

لا يزال خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في واجهة الأخبار البارزة في حرب غزة.

الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي- تحوّل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير الى مادة جدل بين مؤيد  ومعارض  ومن اعتبر أنّه لم يكن بمستوى المرحلة الإقليمية الراهنة باعتبار أنّ حزب الله يعتبر نفسه قوة إقليمية لا يمكن تخطيه أو أنّه قادر على قلب موازين القوى عارضا النموذجين السوري واليمني حيث أدى انخراطه في حرب سوريا الى استمرار الرئيس بشار الأسد وجماعته في حكم سوريا ونجاح الحوثيين في اليمن في استنزاف المملكة العربية السعودية.

ومن خلال قوة حزب الله الإقليمية وحلفائه، جاهرت قيادات إيرانية بسيطرتها على عواصم عربية مثل بغداد ودمشق وبيروت.

وما جمع مواقف الجميع من خطاب نصرالله هو رفض انزلاق لبنان الى حرب برغم تباين النبرات وحدتها.

دافع كثيرون عن هذا الخطاب ومضمونه لكنّ قلة طرحوا السؤال التالي: لماذا تراجع دعم الرأي العام اللبناني بمعظمه ، الحزب في حربه المتوقعة، وحتى في فتحه جبهة الجنوب ولو بالشكل الحالي الذي يرتكز على احترام قواعد الاشتباك، خصوصا أنّ الشعب اللبناني الذي دفع غاليا، بشرا وحجرا، ثمن حرب تموز الماضية، لم يتجاوب مع رغبات أميركية وإسرائيلية في " انتفاضة" اللبنانيين على هذا الحزب، واعتمدت الآلة العسكرية الاسرائيلية  منهجية التدمير الوحشي وارتكاب المجازر للضغط باتجاه هذه " الانتفاضة" التي لم تحصل، وجاءت النتيجة معاكسة، فغمر اللبنانيون " النازحين الجنوبيين" بكل محبة  في ديارهم، فلم تسجّل أيّ حادثة تعكّر الوحدة اللبنانية الشعبية، وحافظ الخطاب السياسي في أيام حرب تموز على احترامه شهداء الحزب والجنوبيين .

من لاحظ ردود الفعل على خطاب نصرالله يُسجّل أولا أنّ اللبنانيين واكبوه بقلق كبير وخوف عميق من إعلانه الحرب حتى إذا لم يقُل هذه الكلمة ارتاح اللبنانيون ولم يهتموا بمضمون الخطاب بسرديته .

وقف اللبنانيون بين حدّين: حربٌ أو لا حرب والباقي بالنسبة اليهم تفاصيل.

بعد هدوء عاصفة خطاب نصرالله،  تطرح الأسئلة التي لم يتطرّق اليها الأمين العام للحزب وهي:

لماذا وقع هذا العدد الكبير من الشهداء في معارك الثامن من تشرين الأول كمقارنة نسبية مع المعارك الطاحنة في حرب تموز؟

هل الحزب في لحظة " عسكرية" جيدة من حيث نخبة التخطيط والتنفيذ ومواكبة التقنيات؟

هل قراره ذاتيّ وحر؟ 

ولماذا احتضن  شعب لبنان بغالبيته حزب الله في حرب تموز، برغم ما دفعه من أثمان،  في حين تخلى معظمه عنه، وفق الإحصاءات، في " وحدة الساحات" الداعمة لحرب غزة.

لم يتناول السيد نصرالله مسألة  الخوف الذي سيطر على الرأي اللبناني بمعظمه من الانزلاق الى الحرب ،لماذا؟

بدا نصرالله في اطلالته ومقدماتها الدعائية، كمن يحاول المحافظة على صورته وصورة حزبه التي تشظت في كثير من الامتحانات الميدانية، من الكمين الأهلي في قرية شويا الذي أعطاه إشارة رفض الناس النوع الجديد في " المقاومة" المرتكز على التقاصف في " الأرض المفتوحة" أو " المناطق الحرجية" ليتطور هذا الرفض الى اعتبار " التقاصف في اطار احترام قواعد الاشتباك" استنزاف للبنان المنهار أصلا، من دون إغفال معاني غرق الحزب في حرب الشوارع الداخلية في بيروت الغربية وخلدة وعين الرمانة الى جانب إخفاقاته السياسية في ادارته السلطة في لبنان.

لا شك أنّ حزب الله أقوى من الرأي العام اللبناني كما هو أقوى من الدولة اللبنانية العجوزة لكنّه بدأ يفقد المنطق في تبرير انخراطه في الحروب وهنا نقطة الضعف الكبيرة لنصرالله في خطابه الأخير.

لماذا ينخرط لبنان في هذه الحرب طالما أنّ أكثر من نصف الشعب الفلسطيني لم ينخرط فيها مع أنّ جزءآ منه في القطاع  يدفع ثمنها من لحمه الحيّ.

 ومع أنّه "حزبٌ حاكم" في لبنان فلماذا لا ينخرط حزب البعث الحاكم في سوريا في حرب غزة في اطار توحيد الجبهات؟

وشوشات كثيرة تتوالى في الشارع منها ما يصدر في إطار النخبة السنية ، وفي قيادات إسلامية تميل الى الأخوان المسلمين، وتحمّل ايران الدولة الراعية للحزب مسؤولية من مسؤوليات عدة ومتنوعة أوصلت القضية الفلسطينية الى هذا المستوى من التشتت والضياع بين مصالح متناقضة من تركية وقطرية وايرانية ومصرية ....

يُجمع اللبنانيون على النفور الكامل من إسرائيل خصوصا في وحشية حربها في غزة، ويُسمع من بيوت الناس شتائم تتصاعد ضدّ إسرائيل، ولكن لماذا لم يعد خطاب حزب الله المعادي جدا لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية يُقنع.

صحيح، أنّ البيئة الشيعية  لا تزال تلتفّ حوله، وتعتبر أنّ حزب الله أعاد الى الطائفة رونقها في التركيبة الطائفية اللبنانية وأعطاها الغلبة، وامتلكت من خلال سلاح الحزب قوة الردع ضدّ إسرائيل وفي الداخل أيضا، الا أنّ الخوف من الانزلاق الى الحرب هذه المرة لم تحجبه شعارات الكتاب والمحللين الذين يدورون في فلك الحزب ليقدموا صورة نصرالله كقائد يتخطى الحدود اللبنانية ويصنع التوازنات الإقليمية والدولية.

ذهب أحدهم الى القول : "كلّ العالم ينتظر إصبع حسن نصرالله" فهل هذا ما يريده اللبنانيون من الحزب الذي يحكم لبنان ليس من مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري بل تحديدا حين قطف ثمار حرب تموز وترك اللبنانيين على هامش هذا الانتصار.

هنا تكمن المشكلة خصوصا أنّها تتزامن مع خوف من نوع آخر وهو الخوف من الحزب بحد ذاته.

  والمشكلة الأكبر في أن تصحّ مقولة أنّ حزب الله غرق في الصورة التي خلقها لنفسه في ظل تغيّر المرايا المحيطة به في كل مكان.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :46230 الخميس ٠٢ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :43079 الخميس ٠٢ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42629 الخميس ٠٢ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور