رحل الكاتب باللغة الفرنسية رمزي توفيق سلامه تاركا إرثا أدبيا بالفرنسية تُرجم الى العربية.
السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣
أنطوان سلامه- غاب الكاتب الفرانكوفوني رمزي توفيق سلامه كما عاش، في الظل، منعزلا في دارته على تلة من تلال برمانا. عاش انعزاله في قصر، حوّله من معلم سياحي تراثي، الى مسكن، ومحترف رسم، ومكتبة، ومنصة تأمل. من يدخل الى دارته كأنّه يدخل الى قلعة افرنجية، فيها الحجر والخشب والنوافذ والحديقة، فيها البساطة الفاخرة التي عكسها رمزي سلامه على قصرة كما على أسلوبه الكتابي البسيط كريشته التي ترسم ببراءة وعفوية وشفافية طفولة تائهة. أكثر ما رسمه رمزي سلامه بيوت الفلاحين اللبنانيين، تلك البيوت البسيطة في هندستها، المتآلفة مع محيطها، في امتداد الحجر بين عليّة وسطيحة تعلو قبو المواشي. في المرة الأخيرة التي التقيته، استقبلني ، على غير عادته، في الطابق العلوي من دارته. لم أسأله عن سبب كسره القاعدة حين كنت أفرح بالجلوس أمامه، في الطابق الأرضي، الى جانب نافذة كبيرة، تطل على صنوبر متنيّ، وبحر. لم يُفصح عن السبب . شعرتُ بأمر خفيّ. جلساتنا في مكتبه، حيث القهوة حاضرة والسيجار وبساطته اللامتناهية، كانت الأقرب الى مكتبته الغنية بالثروات، المحاطة برواق طويل، تمتلئ جدرانه العريضة والعالية، بلوحاته الصبيانية في ألوانها الساذجة، ومحتواها التشكيلي. قال لي : "أرسم، وأكتب منتظرا الموت". في الجلسات قبل الأخيرة، تحدث عن مشروعه الكتابي الجديد، في زمن المماليك. أطلعني على وثائق ومراجع مهمة في التاريخ المملوكي. يقرأ كثيرا رمزي سلامه قبل أن يكتب بلغة رقراقة، وحبكة ناعمة، ومحتوى كثيف لكنّه طيّار. قبل أن يكتب عن "جمهورية الفلاحين" قرأ تاريخ لبنان في زمن الثورة بكل زواياه قبل أن يسرد حكايته. حاور من يحب أن يحاورهم في تبادل للأفكار والمعلومات. كان محاورا بقدر ما كان كاتبا. شرطه أن يحاور بعيدا عن الأضواء، في جلسات من الصداقة والاسترخاء الأنيق. طغى الحوار في سردياته باللغة الفرنسية. يؤرخ مرحلة، في زيّ الراوي، والقصّاص. عاش رمزي سلامه اليُسر ، فوالده من مهاجري ليبيريا الأغنياء، وبقي حنينه الى أحد أجداده الذي واجه الاقطاع في جرد كسروان قبل أن يلجأ الى المتن. يروي سيرته ويضحك. يضحك رمزي سلامه نادرا، يبتسم كثيرا، ويسخر بشدّة من رجال السلطة والسيطرة. تناول في قصصه هؤلاء، في سرد قليل الوصف، تنساب سخريته كعلامة فارقة، في حوارات شخصياته. حبكته منضبطة ك"القانون الرهباني" الذي ربي عليه في مدرسة "الجمهور" كما تذكّر دوما. قرأ في مدرسته الأدب الفرنسي الكلاسيكي ومال الى أدباء فرنسيين معاصرين خصوصا أولئك الذين سردوا في تدفق طبيعي. لم تتخط تصرفاته عفوية المكتنز وجدانه بالانسحاق في حياة كان يتحدث عن نهاياتها قبل بداياتها ومساراتها، مدركا عبثيتها، هذه العبثية التي عاشها بهدوء من يلتذ بشرب كأس. يقول: "أكتب لأتسلى. أرسم لأتسلى . علينا أن نملأ الوقت". منذ جائحة كورونا انقطع التواصل بيننا، لكنّه بقي في البال، ذاك الارستقراطي في فلاح، وذاك الثريّ في كاتب، وذاك العبثي في قامة مديدة تستشعر خوف التراب وسرّه . أتت الساعة التي انتظرها طويلا رمزي سلامه، فهو الآن ميت.
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.