نعرض لقراء ليبانون تابلويد تقريرا عن حوار جرى بين شباب من حلب عن واقع المسيحيين في سوريا كما جاء في سياق عفوي.
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٥
أنطوان سلامه- في لقاء جمع مجموعة من شباب حلب من مذاهب مسيحية مختلفة، فوجئتُ بجملة من الصدمات. أبرزها النقمة العميقة لهؤلاء الشباب على النظام السوري السابق ، مقابل مقاربةٍ أكثر حذرًا تجاه نظام أحمد الشرع. واتفقوا على توصيف المسيحيين في سوريا ليس كـ"أقلية"، بل كشريحة سكانية صغيرة العدد تتجه نحو الزوال في السنوات الأخيرة. وحول مقاربتهم للرئيس أحمد الشرع، أجمعوا على أنه منفصل عن الواقع، وأن الفصائل التي دعمته في انقلابه تتصرف باندفاع ذاتي يترتب عليه الكثير من التجاوزات الميدانية. وحين سألتُ عن إمكانية تقارب بين الشرع والمسيحيين، كان الجواب موحّدًا: الهجرة سبقت أي محاولة تقارب، بعدما غدا الوجود المسيحي في سوريا نادرًا، إلى حدّ لم يعد فيه يُعتبر "أقلية" إذا ما قورن بالعلويين والدروز والأكراد الذين تفوق أعدادهم بكثير. أحد رجال الدين الحاضرين استعاد مسار حياة الشرع، الذي تأثر بالإسلام السياسي الذي رعى النظام البعثي انتشاره. فقد انخرط وهو شاب في مدارس قرآنية تحت إشراف السلطة، وتربّى في أجواء شيوخ مثل الشيخ القعقاع الذي ساهم في دفع النظام شبانًا متطرفين إلى مواجهات في العراق بعد الاجتياح الأميركي. ومن بين هؤلاء برز أحمد الشرع الذي انتقل لاحقًا، مع اندلاع الحرب الأهلية، إلى موقع أكثر استقلالية عبر الانخراط في منظمات اسلامية معروفة، قبل أن تؤول إليه السلطة في إدلب. هناك، تعرّف عن قرب على نشاط "رهبنة الفرنسيسكان" التي قدمت مساعدات بلا تمييز طائفي، فاكتشف وجهًا جديدًا للرسالة المسيحية يقوم على العطاء والتسامح. ويُقال إن مطران اللاتين يحتفظ برقم هاتفه الشخصي ويتواصل معه متى شاء، غير أنّ هذا لم يبدّد شعور المسيحيين بأنّ مسار الهجرة تجاوز أي أفق للتقارب. وفي شهادة لافتة، كشف رجل الدين نفسه عن أن عدد المسيحيين في حلب تراجع إلى ثلاثين ألفًا عام 2023، بعدما كانوا بحدود ثلاثمئة ألف قبل عقدين، ثم توقف أي إحصاء دقيق بعد ذلك. ومن مفاجآت اللقاء أيضًا الحقد الكبير الذي يكنّه هؤلاء الشباب لنظام الأسد، الأب والابن، إذ يقرنون أي ذكر له بصفات "التوحش" و"الإجرام". ورأوا أنّ البعث، بطابعه "القروي"، ألغى الوطنية السورية لحساب الحزبية الضيقة، فذابت الهوية الوطنية في شعار "سوريا الأسد"، وتحوّل الانتماء إمّا مناطقيًا أو عشائريًا أو حزبيًا وإسلاميًا. حمّل بعض الشباب المسيحي النظام البعثي، وخصوصًا في عهد الأسد الأب، مسؤولية أساسية عن هجرة المسيحيين، بعدما أمّم المصالح الكبرى، ووضع يده على القطاع التربوي الذي كان ينتج نخبًا مسيحية وسنية حضرية، ولا سيما في مدن مثل حلب. وفي السياق نفسه، انتقدوا بشدة القيادات الروحية المسيحية التي، برأيهم، تواطأت بالصمت إزاء الانحرافات الأولى للنظام منذ استيلاء حافظ الأسد على الحكم، بدل أن تواجهه حتى لو كلّفها الأمر ضغوطًا أمنية. أشاد الشباب ببطريرك الموارنة الراحل مار نصر الله بطرس صفير لشجاعته في مواجهة الوصاية السورية في لبنان. لكن حين أشرتُ إلى أن الوصاية لم تكن بالقمع نفسه داخل سوريا، قاطعني رجل الدين المسيحي قائلاً: "لو تمت مواجهة النظام منذ البداية، لما تمادى." وانتقد هذا الرجل بقسوة القيادات الروحية، بما فيها البطريرك الماروني الحالي مار بشارة بطرس الراعي، معتبرًا أن زيارته لطرطوس شكّلت تجديدًا لشرعية نظام بشار الأسد. وختم رجل الدين توقعاته بأن يكون الأساقفة الحاليون آخر أساقفة سوريا، مع استمرار فراغ الأبرشيات التاريخية من سكانها المسيحيين. حتى أنّ مجموعة الشباب، في لحظة يأس، دعت إلى نقل أرشيف ووثائق الأبرشيات إلى مؤسسات مسيحية لبنانية مثل جامعات الكسليك واليسوعية والبلمند حفاظًا على الإرث الروحي والثقافي. وبقليل من الأمل، تقاطعت تحاليلهم عند نقطة محورية: المرحلة الراهنة في سوريا تُشبه، في رأيهم، تجربة "الحكم الإخواني" في مصر زمن محمد مرسي. وكما انقلب جزء واسع من الداخل المصري على مرسي، يتوقع هؤلاء أن تأتي لحظة ينقلب فيها جزء كبير من المسلمين السنّة – من البورجوازية وما تبقى من الطبقة الوسطى – على الشرع، ذلك أنّ هذه الطبقة السنيّة هي الأكثر تضررًا من "الحكم الإخواني الحالي"، سواء على مستوى المصالح الاقتصادية أو على صعيد الحريات الشخصية وأنماط العيش التي ترسخت منذ الستينيات. وأكدوا أنّ التعايش بين المسيحيين وهذه الفئة السنية المنفتحة كان واقعيًا وحقيقيًا. كلام الصورة:لقاء نائب حارس الأرض المقدّسة الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني في دمشق مع أحمد الشرع.
كتب الاستاذ جوزيف أبي ضاهر نصاً مستوحى من زيارة البابا الى عنايا.
احتصنت ساحة الشهداء في وسط بيروت عند الرابعة من بعد ظهر اليوم اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان الذي جمع البابا برؤساء الطوائف في لبنان.
يسترجع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صفحة من ذكرياته مع الخوري يوسف عون ويوسف شرابيه.
يتذكّر الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صديقه الفنان التشكيلي سمير أبي راشد.
في لحظةٍ تتنازع فيها الخطابات الدينية والمزايدات السياسية على معنى القضية الفلسطينية، جاءت زيارة البابا لتعيد الاعتبار للصوت الحضاري والأخلاقي- الانساني.
يواصل الاستاذ جوزيف أبي ضاهر انتقاد الطبقة السياسية بأسلوبه الخاص.
تفتح إشارة ترامب إلى استقبال الرئيس جوزاف عون في واشنطن بابًا سياسيًا ثقيلًا، قد يُخرج لبنان من سياسة التوازنات نحو لحظة خيارات حاسمة.
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.