Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


بوتين صانع الملوك في لبنان

أنطوان سلامه- على أهمية مسارات تشكيل الحكومة المتعثرة حتى الآن يبقى تحرك وفد حزب الله في موسكو هو الأهم لبنانيا وإقليميا.

الخميس ١٨ مارس ٢٠٢١

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

أنطوان سلامه- على أهمية مسارات تشكيل الحكومة المتعثرة حتى الآن يبقى تحرك وفد حزب الله في موسكو هو الأهم لبنانيا وإقليميا.

في مراجعة للواقع الذي يشهد انفتاحا روسيا على حزب الله ،لا بدّ من الإشارات التالية:

-يلتقي الروس مع الأميركيين على أنّ لبنان وسورية والعراق "منطقة سياسية واحدة" كملف إقليميي ، مع إضافة إسرائيل بالتأكيد.

 -تفترق روسيا- فلاديمير بوتين عن الإدارات الأميركية ، الديمقراطية والجمهورية، في المقاربات، فالرئيس بوتين يعتبر أنّ  لبنان "امتداد مهم لمصالح بلاده في سورية"، لذلك أعطاه اهتماما ديبلوماسيا واسعا في اطار بسط نفوذه في الشرق الأوسط.

 -طرح عدد من الصحافيين الروس، على هامش زيارة وفد حزب الله، أسئلة عدة، عن مدى  أهمية الزيارة، لكن السؤال الذي طرحته أنا بورشيفسكايا (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ) جاء ملفتا، وهو :" هل ستلعب روسيا دور "صانع الملوك" في لبنان باستخدام  حزب الله؟".

 من هذه الزاوية اهتمت الصحافة الروسية والغربية وحتى الدوائر الديبلوماسية بزيارة وفد حزب الله الى موسكو.

 صحيح أنّ الزيارة ليست الفريدة من نوعها، وتجري في جو من التكتم والإضاءات الإعلامية الخافتة جدا، الا أنّ الزيارة الأولى التي قام بها وفد من الحزب العام ٢٠١١، برئاسة النائب محمد رعد أيضا، تمّت بالطريقة نفسها ، من تسريب المعلومات الضئيلة، واتضح بعد سنوات أنّها دعمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعززت "المصالح المشتركة" بين الجانبين في  سورية التي كانت في بدايات حربها.

 وكما قبل عشر سنوات ، لا تتوفر معلومات مفصّلة عن الزيارة الثانية، واكتفت وزارة الخارجية الروسية بتأكيد حصول الاجتماع مع وفد حزب الله ، في حين اكتفى النائب محمد رعد بالاعلان  لقناة المنار" أنّ الاجتماع في الخارجية الروسية ركز على كيفية "تعزيز الاستقرار في لبنان وسورية والإنجازات التي تحققت ضد الإرهابيين".

 هذه هي المعلومات المسرّبة من جانبي المحادثات في موسكو، وهي قليلة كما المعلومات التي سُرّبت منذ أسبوع عن اجتماع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في أبو ظبي، حيث بحث الرجلان التطورات في سورية "وتعزيز العلاقات الروسية اللبنانية".

 السؤال، ماذا يعني لبنان في القاموس الروسي؟

 يشكل لبنان، بالنسبة الى روسيا بلدا استراتيجيا على البحر المتوسط، قديما وحديثا، ​​، وهو مهم حاليا، ربطا بمصالح بوتين في سورية، وهو مهم أيضا بحد ذاته كما تعتقد أنا بورشيفسكايا .

 وفي مراجعة لتاريخ الدور الروسي في الحرب اللبنانية، دعمت روسيا الفصائل الفلسطينية والحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط ولم تؤيد توجهات الجبهة اللبنانية، تماما كما دعمت روسيا حزب الله  في حرب تموز، وفي المرحلة التي تلت الانسحاب السوري من لبنان، ولم تتعامل بإيجابية مع حركة الرابع عشر من آذار.

ففي هذه المرحلة، جاء الدعم الروسي للحزب كجزء من جهود موسكو في تحسين علاقاتها وتمتينها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 وفي هذه المرحلة، لا تتعامل روسيا مع "حراك ١٧ تشرين " الا باعتباره حركة تساهم في امتداد الغرب في لبنان على حساب نفوذ سورية وحزب الله، وهذا يشكل، على ما يبدو، الخط الأحمر الروسي الجديد...

 وما يتردد في بيروت عن أنّ الروس استدعوا حزب الله لإبلاغه " انسحابا من سورية، أو سقوطا متوقعا للرئيس بشار الأسد" ينطلقون من تمنيات لا تستند أبدا الى قراءة دقيقة لعلاقة روسيا بحزب الله، يكفي تذكير هؤلاء بالتنسيق الميداني بين العسكر الروسي والحزب في الحرب السورية خصوصا بعد الفترة التي أنذر فيها القائد الإيراني قاسم سليماني، بحدود العام ٢٠١٥، أنّ نظام الأسد سيسقط، وعمل سليماني على تعميق العلاقة بين الروس والحزب لتمتين جبهة الأسد.

وترددت  معلومات عن أنّ روسيا سلّحت حزب الله.

 ويجب التوقف مليا عند إشادة السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين (٢٠١٩) بدور حزب الله في سورية وبهزيمة "الإرهابيين".

 واعتبر زاسيبكين أنّ حزب الله يقارب جيدا وبمسؤولية تطورات سورية والمنطقة.

ولا ننسى أنّ روسيا تختلف جوهريا عن الولايات المتحدة الأميركية التي تصنّف الحزب "منظمة ارهابية".

في الخلاصة:

 لن يتسرّب الى الاعلام حقيقة ما بحثه الروس مع حزب الله في "الزيارة الثانية" كما لم يكتب أحدٌ عن "الزيارة الأولى"، فهذا التكتم من طبيعة الديبلوماسية الروسية وشروط تفاوضها وتمدّدها.

 لم يُعرف ولن... ما اذا كانت مصالح الرئيس الروسي تنمو أكثر في الاستقرار اللبناني أم في الاضطراب الحالي كمقدمة لترسيخ النفوذ على الشاطئ الشرقي من المتوسط.

 ولم يُعرف كيف ينظر الروس تحديدا الى دور حزب الله في هذه المرحلة الجديدة خصوصا في ظل تدهور العلاقات بين سيّد البيت الأبيض جو بايدن وقيصر الكرملين فلاديمير بوتين.

لكنّ الأكيد أنّ عين بوتين على لبنان...وحليفه في لعبة "تعايش  الاضداد" هو حزب الله ومدخله أيضا الى مرحلة اقليمية عنوانها: الملف النووي الايراني.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :45682 السبت ٢٠ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42550 السبت ٢٠ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42117 السبت ٢٠ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور