حدد البطريرك الراعي خمس أولويات منها اجراء الانتخابات واعلان حقيقة انفجار المرفأ، والاصلاحات واستكمال تطبيق الطائف واعتماد الحياد الايجابي.
الأربعاء ٠٩ فبراير ٢٠٢٢
رأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي القداس الالهي لمناسبة عيد مار مارون، في كنيسة مار مارون في الجميزة، في حضور الرؤساء الثلاثة. وقبيل بدء القداس، أضاء الرئيس ميشال عون والبطريرك الراعي شمعتين امام تمثال القديس مارون الذي يحمل ذخيرة من جسده. كما سجلت "دردشة جانبية" بين الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي قُبيل بدء القداس الاحتفالي. عظة الراعي: والقى البطريرك الراعي في المناسبة عظة اعتبر فيها أنّ لبنان للموارنة هو أوّلًا أرض حريّة. "فجعلوا الحريّة مشروعهم الروحيّ والإجتماعيّ والسياسيّ، وهي جعلتهم طلّابها في كلّ موقف ومبادرة وقرار" وأضاف"تبع الموارنة القدّيس مارون منذ البداية لا لإيمانه وحسب، بل وبخاصّة لقيمه. ولذا، تبدأ المارونيّة فينا حين نَلتزِمُ فضائلَ الخيرِ والعطاءِ والمحبّةِ والصمودِ والكرامةِ والعنفوان. وتَنتهي فينا حين يَتملّكُنا الحِقدُ والحسَدُ والكراهيّةُ والانتقامُ وروحُ الاستسلام. يعلّمنا التاريخُ أنَّ السقوطَ السياسيَّ والعسكريَّ لجميعِ الإمبراطوريّاِت سَبقه انهيارُ سُلَّمِ القيم في مجتمعاتِها، وتَـدنّي مستوى قادتِها، وخلافاتُهم المستحكمة، وانتشارُ الفسادِ، وسيطرةُ نزوةِ المصالحِ. في هذه المناسَبةِ الدينيّةِ والوطنيّةِ في آنٍ، نجدنا امام واجب تجديد إيمانَنا بلبنانَ وتَمسُّكَنا به رغمَ كلِّ التحدّياتِ الداخليّةِ والخارجيّة. فالتحدّي يُعزِّزَ صمودَنا ويَـحُـثُّنا على استخلاصِ العِبرِ لتطويرِ وجودِنا وحمايتِه. لم يَختَر الموارنةُ "لبنانَ الكبيرَ" صدفةً. فقَبلَه اخْتبروا في لبنانَ والمشرِقِ جميعَ أنواعِ الأنظمةِ والممالكِ والسلطناتِ. عايشوا كلَّ الفتوحاتِ والأديانِ والمذاهب. وجربّوا في جبلِ لبنان مع إخوانهم الدروز خصوصًا، مختلَفَ أشكالِ الصيغِ الدستوريّةِ لاسيّما في القرنِ التاسعَ عشر، فعرَفوا حسناتِ كلِّ صيغةٍ وسيّئاتها. ولـمّا صاروا في موقِعِ التأثيرِ في اختيارِ المصير سنةَ 1920، انْتقَوا مع المكوّنات اللبنانيّة الشراكةَ المسيحيّةَ الإسلاميّةَ والانتماءَ إلى المحيطِ العربي. وميّزوا وطنهم بالتعدّديّةِ الثقافيّة والدينيّة، والنظامِ الديمقراطيِّ البرلمانيِّ، والحرّياتِ العامّة، والتزامِ الحِيادِ والسلام، وفَصْلِ الدينِ عن الدولةِ في صيغةٍ ميثاقيّةٍ فريدةٍ على أساس من العيش معًا. كما ميّزوا وطنَهم باقتصادِه الليبراليِّ وازدهارِه ونظامِه المصرِفيّ، وبمدارسِه وجامعاتِه ومؤسّساتِه الاستشفائيّة، وأمنِه واستقرارِه وانفتاحِه. لقد أردناه معًا أن يكونَ مشروعًا رائدًا في الشرقِ وللشرق. بحيث تتعدّى صيغة تعايشه في المحيط الداخليَّ إلى التعايشِ مع محيطِه العربيِّ على أساسٍ من الإحترام المتبادل. وأرَدناه مُلتقى الحضاراتِ وواحةَ تعايشِها. لكنَّ ضُعفَ المناعةِ الوطنيّةِ المعطوفَ على تَعدّدِ الولاءاتِ حَرَفَ رسالةَ لبنان. غير أنّنا نُناضل معًا لئلّا يَسترسِلَ لبنانُ في أن يكونَ ساحةَ صراعاتِ المِنطقةِ، ومِنصّةَ صواريخ، وجبهةَ قتال. ما تأسَّسَت دولة لبنان لتكونَ عدوَّةَ أشقّائِها وأصدقائِها، فلا نَجعلَــنَّها عدوّةَ ذاتِها. إنَّ الاعترافَ بلبنانَ وطناً نهائيًّا يعني اعترافاً بثلاثِ ثوابت: نهائّيةُ ميثاقِ التعايش، ونهائيّةُ الدورِ المسيحيِّ، ونهائيّةُ الولاءِ للبنان دون سواه. باحترام هذا المثلَّث التاريخيّ نُنقذ وِحدةَ لبنان ونُثبِّت حِيادَه." وقال الراعي" منذ نشأتِهم، سعى الموارنةُ إلى أن يكونوا حالةً استقلاليّةً في لبنانَ والشرق. حدودُهم الحريةُ والكرامة، ومَداهُم الحوارُ والتفاعلُ مع الحضارات. تَجذّروا في الشرقِ ومَدّوا أغصانَهم نحو العالم. مَنطِقُهم الإيمانُ والعقلُ والوِجدان، وولاؤُهم لأمّةٍ واحدةٍ هي لبنان. تكيّفوا مع الواقعِ من دونِ أن يَخضَعوا له، وعاشوا مع الآخَرين من دونِ أن يذوبوا فيهم. تَجنّبوا التورّطَ في صراعاتٍ، لا لأنّهم أقليّةً في الشرقِ، بل لأنّهم رُسلَ سلام". وقال" إنّا في مناسبة هذا العيد الوطنيّ والدينيّ في آن، وبحضور قادة الدولة المحترمين، نتطلّع مع الشعب اللبنانيّ إلى خمس أولويّات: 1) إجراءُ الانتخاباتِ النيابيّةِ والرئاسيّةِ في مواعيدِها الدستوريّة، فالشعبَ اللبنانيَّ، المقيم والمنتشِر، التائقُ إلى التغييرِ، يَتطلَّعُ إلى هذين الاستحقاقين ليُعبِّرَ عن إرادتِه الوطنيّة، فلا تخيّبوا آماله من جديد. 2) إعلانُ الحقيقةِ في تفجيرِ مرفأ بيروت، بعدَ مرورِ نحو عامين. وقد سمّي انفجار العصر، فلا يمكن أن يظلَّ التحقيق مُجمَّدًا وضحيّةَ الخلافاتِ والتفسيراتِ الدستوريّة، كأنَّ هناك من يَخشى الحقيقة؟ 3) تسريعُ عمليّةِ الإصلاحِ والاتفاقُ مع صندوقِ النقد الدوليِّ على خُطّةٍ واقعيّةٍ متكامِلةٍ تُنقذ لبنانَ من الانهيارِ المتواصِل، وتُعيدُ إليه مُقوِّماتِ نهضتِه الاقتصاديّةِ والماليّةِ والإنمائيّة. 4) استكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة. والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق سيادة لبنان على كامل أراضيه. إذا استمرّ عجزُ الدولةِ عن ذلك، فلا بدَّ من الاستعانةِ بالأممِ المتّحدةِ لعقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ يَضمَنُ تنفيذَ الحلولِ وسلامةَ لبنان. 5) اعتمادُ نظام الحِياد الإيجابيّ أساسًا في علاقاتِنا الخارجيّة، لأنّه ضمانُ وِحدة لبنان واستقلالِه وسيادتِه. فالحيادُ الذي نطالب به هو أصلًا عنصرٌ بنيويٌّ في تكوينِ لبنان وملازمٌ لموقِعَه الجغرافيَّ وتراثِه السلميّ".
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.