شكلّت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة علامة مفصلية سترسم سياسات الدول في المدى المتوسط.
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢
المحرر الديبلوماسي-من المُبكر قراءة النتائج الحقيقية لزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية بعد اسرائيل. فالقمم الإقليمية والدولية خصوصا في اللحظات المفصلية لا يمكن قراءتها من ديباجات البيانات الختامية الانشائية الطابع ولو حملت إشارات واتجاهات عامة. والملاحظ في ما يهمّ لبنان أنّه لم يغب عن البيانين الختامين للقمة الخليجية العربية الأميركية ، والقمة الأميركية السعودية، في صياغات لم تحمل جديدا، الا في التوقيت، فردّدت مثلث المصطلحات الممجوجة: سيادة الدولة، الإصلاحات، احترام الدستور. وإذا كانت القيادة السورية غابت مع لبنان عن الحضور، لفتت مشاركة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي يقود بلاده في هندسة ديبلوماسية بارعة لمساحة بلاده القابلة للانفجار عند التقاطعات الإيرانية والأميركية والخليجية وهو أعلن من منبر جدّة أنّ بلاده تسعى الى"تعزيز بيئة الحوار في الشرق الاوسط". هذا ما يمكن أن يشكل درساً للبنان خصوصا أنّ البلدين يتشابهان في التعددية وخيارات أطرافها خارجيا، والأهم أنّ " الشيعية السياسية" هي التي تتحكم بمفاصل قرار البلدين. ولوحظ أنّه خلال مشاركة الكاظمي في قمة جدّة لم يصدر من العراق، حتى من الفصائل المتحالفة مع إيران، أيّ إشارة سياسية أو أمنية تعكس غضبا عراقيا في حين عجّ لبنان بالأصوات التي تشيطن المجتمعين في جدّة، وتدعو الى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية. ولوحظ أيضا، أنّ الرسائل التي تطمئن ايران صدرت من الامارات بإعلان قرب إعادة السفير الاماراتي الى طهران، والأهم ما صدر عن السعودية من نفي قاطع لقيام ناتو خليجي إسرائيلي في مواجهة ايران، حتى أنّ الامارات رفضت كليّا الانضمام الى هذا الناتو اذا كان موجها ضد ايران أو أي دولة أخرى. ولا يُهمل ما صدر عن قطر من أنّ للدول الحق في امتلاك الطاقة النووية ولكن لأهداف سلمية. توحي هذه الإشارات الى أنّ قمة جدّة اتجهت الى تبريد الصراع الخليجي- العربي مع ايران لا الى إشعاله. والأهم، أنّه برغم الاتفاق الأمني الأميركي الإسرائيلي فإنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ظلّ في إسرائيل مصرّا على موقفه من أولويته في منع ايران امتلاك السلاح النووي عن طريق التفاوض الذي يكون الكيّ في نهايته اذا فشل، وهذا لا يتوافق مع الخطاب الإسرائيلي الذي بدا وكأنّه يغرّد أيضا خارج السرب الخليجي. وفي قراءة اكثر تدقيقاً، بأنّ الاجواء توحي بأنّ الرئيس بايدن جاء الى المنطقة لاستباق صفقة اميركية محتملة مع ايران، وفي القراءة بين السطور،يتضح أنّ بايدن قصد إسرائيل وجدّة ليقدم ضمانات قبل إنضاج صفقة التفاهم وقبل التوقيع على اتفاق مع يران وهو حَتمي في نهاية المطاف. وربما ما يُعيق ابرام الاتفاق النووي هو طمأنة المتضررين لذلك تبدو مسألة رفع العقوبات عن الحرس الثوري، والمقصود هنا فيلق القدس تحديداً، مسألة إقليمية بامتياز، لأنّها ترتبط بالأذرع الإيرانية من حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي في العراق وحركة حماس الذي صعدّت في غزة تزامنا مع حركة بايدن في المنطقة. فهل تتخطى إيران ملف الحرس الثوري؟ هذا هو السؤال الذي يتقدّم في وقت تشير المعلومات الى أنّ خيارات الجمهورية الإسلامية واسعة في ترتيب بيتها الداخلي وفي هندسة "أذرعها الفولاذية" في بيوت الآخرين، في خطة جاهزة وبديلة عن فشل التفاوض الايراني الاميركي. من هنا يمكن القول إنّ المنطقة دخلت في لحظة مفصلية بعد زيارة بايدن في وقت تبدو خطوط دول الخليج مفتوحة على طهران.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.
بعد نكسة حزب الله وبيئته، يطلّ علي لاريجاني بصفته المبعوث الإيراني في مهمة تمزج الأمن بالسياسة لإعادة الإمساك بخيوط النفوذ الإيراني في لبنان.