تدور في الاقليم صراعات عدة أبرزها انتفاضات الشباب والشابات في ايران.
الإثنين ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٢
أنطوان سلامه- يدور الصراع في لبنان في الوقت الضائع من دون أن تعترف قيادات الطوائف، الزمنية والدينية، أنّ لبنان المتفاعل دوما مع الحراك الإقليمي يعيش في أزمة وجودية. تهتز أنظمة الإقليم من دون أن تقع. اهتز النظام اللبناني في حراك ١٧ تشرين وأنقذه من السقوط حراس النظام الجدد. ربما يشكل اتفاق الطائف المعبر الى أفق جديد شرط التزام طروحات مغايرة تلتزم بمقاييس العصر. لم يعد الغاء " الطائفية السياسية" كافيا للدخول الى العصر، هذا الالغاء معروف الأهداف الضيّقة، وأفرزته مرحلة ما قبل الحرب اللبنانية، ومن طرحَه أصلا لم ينفض عنه مشالح المذهبية. المطلوب أكثر: التحرر من سطوة الاستغلال الديني في ممارسة النظام، ولا يتمّ هذا الشرط الا بالاعتراف أنّ " الأحوال الشخصية" هو المعبر الثابت الى الغاء الطائفية فعليا. هذا هو بيت النار الذي يجب إخماد لهيبه ويجعل من كل طائفة دولة في الدولة. وهذا البيت بالتحديد هو الذي تنطلق منه شرارات الغليان الذي يشمل الإقليم، من تركيا وصراع الخطين الديني والاتاتوركي، الى السعودية التي يحاول ولي عهدها تجميل النظام بانفتاح محدود، الى ايران التي تهتز ضد شعار رفض "شرطة الآداب" أي شرطة الوصاية المعمّمة، صعودا الى المغرب العربي الذي انطلق منه الربيع العربي ولا يزال الصراع فيه يدور، خصوصا في تونس، بين الخطين الديني والمدني-العلماني. ولن نتطرق الى مصر في أزمتها الاقتصادية الخانقة، صعودا الى العراق موطن الفساد، وصولا الى سوريا التي أنقذت نظامها ولم تنقذ شعبها من الفقر والتخلف والاقتلاع من الجذور. من المتوقع، أن تستمر الأنظمة في الإقليم تتحكّم، لكنّ جيلا جديدا، هو جيل التكنولوجيا المنفتحة، بدأ يتحرّك،والسؤال الي أين؟ في ايران، يندفع جيل الشباب الى الشارع وهو يراقب تجارب في دول جارة مثل الامارات العربية امتدادا الى الغرب. في العراق، وبرغم بقاء زعامة صدام حسين السنية حاضرة في الذاكرة، الا أنّ الصراع ينتقل تدريجيا الى دائرة " الأكثرية الشيعية". في سوريا، صمد النظام بتكلفة بشرية عالية دفعها العليون، والسوريون. هزم النظام بتحالفاته الخارجية، "الأصولية السنية" وافتقر الى رؤية العبور الى المستقبل الآمن. إقليم مأزوم في داخله ومع العالم. في الداخل، يصعد جيل التكنولوجيا الذي يُدرك عبر هاتفه الجوّال أنّ بلاده خارج العصر، وبحكم الموروث لا يجرؤ على الخروج من بيت النار. وفي الخارج، وبرغم الأزمات والصدمات، تركض المجتمعات الى الأمام من دون أن تنتبه أنّ في اقليمنا شعوبا تعيش في زمن ولّى. انها أزمة الإقليم، أو أزمة جيل الشباب في الإقليم. شباب لبنان الذين قادوا حراك ١٧ تشرين في بداياته، ارتطموا بجدار الطائفية، فهاجر معظمهم بعدما شعر بالخيبة، وبصعوبة خرق الجدار الطائفي المتكامل، نظاما وأعرافا ووسائل استغلال. فهل يشكل شباب لبنان بتجربتهم الفاشلة خريطة طريق لشباب وشابات الإقليم؟ هذا هو المتوقع. وهل يُدرك جيل الشباب والشابات في الاقليم أنّ الاصلاح يبدأ بإطفاء بيت النار بكل رموزه، والغاء الخط الفاصل بين الالهي والوضعي؟
استهداف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة، كعمل إرهابي، يحمل انعكاسات سياسية واجتماعية وأمنية عميقة على المسيحيين في سوريا ولبنان.
على هامش التسابق الى اعلان الانتصارات في المواجهة الاسرائيلية الايرانية يمكن الجزم بأنّ لبنان سجل انتصارا بتحييد نفسه.
تصاعدت التساؤلات بشأن موقع حزب الله بعد الزلزال الإقليمي فهل انتقل من الهجوم الى الدفاع المنكفئ؟
بدأت تطرح أسئلة كبرى بعد اعلان وقف اطلاق النار في الاقليم، من الرابح والخاسر، والاقليم الى أين في ظل موازين قوى جديد.
فرضت الضربة الاميركية على المفاعلات النووية الايرانية موازين قوى جديدة في الاقليم والعالم.
ضربت القوات الأميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وحذر الرئيس ترامب من هجمات أعنف إن لم توافق طهران على السلام.
اندفع حزب الله في الساعات الماضية باتخاذ مواقف من المواجهة الاسرائيلية الايرانية بعكس توجهات السلطة اللبنانية.
تتقدم المواجهة المفتوحة بين ايران واسرائيل الى مربعات جديدة والعالم يترقب.
لم تتضح صورة ما ستؤول اليه الحرب الاسرائيلية على ايران لكن لا بد من استرجاع صورة النكسة بعد حرب العام ١٩٦٧.
تتقدم سوريا على "أجندة" الأولويات الدولية والعربية للمساعدة في حين يبدو لبنان يدور في حلقة مفرغة.