ينتظر لبنان والمجوعات الاقليمية الموالية لايران نتائج المفاوضات بشأن الملف النووي لتحديد إطار المرحلة المقبلة.
الإثنين ١٤ أبريل ٢٠٢٥
نتاليا أوهانيان-انشدت أنظار دول الشرق الأوسط والعالم لما ستؤول إليه المفاوضات بين أميركا وإيران في عُمان حول الملف النووي الإيراني، وما قد يتفرع عن هذا الملف من قضايا مشتركة، على اعتبار أن العراق، غزة، سوريا وخصوصًا لبنان، واحدة من الساحات التي ستتلقى حتمًا انعكاسات نجاح تلك المفاوضات أو فشلها. تفاؤل دبلوماسي بعد سنوات من التوتر والتصعيد، تشكل المفاوضات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة في العاصمة العُمانية مسقط، التي وصفها وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي بـ"الإيجابية والقائمة على الاحترام المتبادل"، تقدمًا سريعًا واجتيازًا لمرحلة "اختبار النوايا"، إذ اتفق الجانبان على استئنافها السبت المقبل. ومن الملفت ان هذه المفاوضات شهدت تبادلًا للرسائل بين رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي. إذ ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن ويتكوف وعراقجي تحدثا معًا لفترة وجيزة بحضور البوسعيدي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما أعلنت "الخارجية" الإيرانية ان "المفاوضات ستبقى غير مباشرة بوساطة عُمانية وستركز حصرًا على الملف النووي ورفع العقوبات"، لتكون بداية ابرام اتفاق "عادل وملزم" بين البلدين. أما بالنسبة لمطالب واشنطن، فلن تقتصر على الملف النووي وستشمل نفوذ طهران في المنطقة. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب هيَّأ المسرح السياسي استباقًا لمفاوضات عُمان، حيث أرسل المزيد من قواته إلى المنطقة، وباشر عملية تدمير قدرات الحوثيين "المستقلين" في اليمن، وبعث رسالة مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وفرض عقوبات جديدة على إيران، وكلف نائبة ويتكوف مورغان أورتاغوس بزيارة لبنان، واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض للتحدث عن خيار الهجوم العسكري في حال الفشل بالتوصل إلى صفقة جديدة، علمًا انه يسعى لإبرام اتفاق نووي جديد قبل أن تنتهي صلاحية آلية العودة التلقائية للعقوبات التي كانت جزءًا من الاتفاق السابق (2015) الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018، في تشرين الأول/أكتوبر 2025./ وبالتالي نرى أن خيارات إيران باتت محدودة، ما يجعلنا أمام احتمال حقيقي بالتوصل إلى سلام مع أميركا، يبدأ من عُمان ويستكمل لاحقًا في اتفاقيات السلام الإقليمية. مطامع إسرائيل يمكن القول إن نتنياهو حقق مبتغاه مرحليًا في المنطقة، بفضل الدعم الأميركي المطلق. وحاليًا، إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، مستغلةً حالة الضعف التي تمر بها إيران، نتيجة انتكاسات إقليمية وتفكيك أذرعتها الخارجية؛ سقوط حليفها بشار الأسد في سوريا، الاستهدافات الإسرائيلية لـ"حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان، وسخط داخلي يزداد بسبب تدهور الوضعَين المعيشي والاقتصادي. كما أكد نتنياهو مرارًا وتكرارًا ان الخيار العسكري مطروح إذا لم تنجح المفاوضات الأميركية – الإيرانية، معتبرًا انه "يجب تفجير المنشآت النووية الإيرانية بإشراف أميركي مثل السيناريو الليبي". مصير السلاح في المنطقة تشكّل تهديدات ترامب عامل ضغط وإحراجًا للقيادة الإيرانية، سواء داخل إيران أو فيما تبقى من قوى وكيانات إقليمية مراهنة عليها. وليس سرًا أن غاية واشنطن شبه الدائمة إزاء طهران خفض سقف طموحها ومنعها من الإفراط في المناورة والابتزاز، ولكن من دون الوصول بالضرورة إلى حرب قاضية. ففي العراق، سلطت صحيفة في تقرير موسع لها الضوء على حال فصائل عراقية تقع اليوم بين مسارين متضادين تحرّكهما واشنطن وطهران، إذ يتعيّن عليها حماية نفوذ نظام "ولاية الفقيه" في المنطقة، والتكيُّف في الوقت نفسه مع شروط أميركية صارمة تقضي بالتخلي عن السلاح. من العراق إلى لبنان، حيث يشكل ملف نزع سلاح حزب الله جزء أساسي من الضغط الأقصى التي يمارسها ترامب على إيران، وفق ما كشفت أورتاغوس بعد زيارتها الثانية إلى لبنان. ومن البديهي ان يكون لبنان معنيًا أكثر من بلدان المنطقة كلها بترقب ما ستفضي إليه هذه المفاوضات وما ستتركه لاحقًا من تداعيات وانعكاسات عليه نظرًا إلى ما يمثله "حزب الله" كأحد أبرز وأكبر أذرع إيران في المنطقة. فحزب الله لم يحسم موقفه على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أو سواه، أي شيء "نهائيًا" أو "رسميًا" في ما يخص مصير هذا السلاح أو الحوار الوطني لحصر السلاح بيد الدولة بشكل أخص. ومن المتُوقع ان حزب الله ينتظر ان يتضح مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية لتزوّده طهران بكلمة السر حول ذراعه العسكرية وترسانته، قبل ان يحدد قراره، سلبًا أم ايجابيًا، بشأن مسألة تسليم سلاحه والتحول إلى حزب سياسي فقط.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.
بعد نكسة حزب الله وبيئته، يطلّ علي لاريجاني بصفته المبعوث الإيراني في مهمة تمزج الأمن بالسياسة لإعادة الإمساك بخيوط النفوذ الإيراني في لبنان.
تزامنا مع مهمتي أورتاغوس ورشاد نشرت رويترز معلومات عن تفكيك الجيش مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان.
بينما تصوغ العواصم العربية رؤيتها الجديدة للسلام والأمن، ما زال لبنان يتخبّط في خطابٍ تخطاه الزمن بتطوراته العميقة.