يجول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي على القيادات اللبنانية.
الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في ما خص حصرية السلاح، أُبلغ الى جميع الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة، ولبنان ملتزم تطبيقه على نحو يحفظ مصلحة جميع اللبنانيين وتم ابلاغ جميع المعنيين لاسيما الولايات المتحدة الأميركية من خلال السفير توماس براك ان المطلوب الان التزام إسرائيل من جهتها بالانسحاب من المناطق التي تحتلها في الجنوب اللبناني وإعادة الاسرى وتطبيق القرار 1701، لتوفير الأجواء المناسبة لاستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية حتى الحدود المعترف بها دوليا. وأشار الرئيس عون الى ان الدعم العربي للبنان مهم في هذه المرحلة، لاسيما وان المجتمع الدولي يتفهم الموقف اللبناني ويدعمه أيضا. وكان السفير زكي نقل الى الرئيس عون تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط ومتابعة الجامعة للوضع في لبنان، وما يمكن ان تقدمه من دعم في هذه المرحلة. كما اجرى جولة افق حول الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء، ادلى السفير زكي بالتصريح التالي الى الصحافيين: "تشرَّفت بمقابلة فخامة الرئيس جوزاف عون، منذ قليل، وشرحت لفخامته إطار الزيارة وهدفها، وهو الإعراب عن دعم جامعة الدول العربية لفكرة بسط الدولة اللبنانية لسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة. وهذه الأفكار والمبادىء موجودة في قرارات جامعة الدول العربية، وبالذات القرار الأخير الذي صدر في قمة بغداد منذ عدة أشهر. وشرحت لفخامته أيضا، بالإضافة الى ما نكنُّه من احترام لقيادات الدولة اللبنانية وتحركها في هذا المجال، إحترامنا للإطار الذي تضعه هذه القيادات لتنفيذ هذه السياسة. وأيضاً نطالب بكل قوة، ونضم صوتنا الى صوتها في مسألة مطالبة القوى الدولية بالضغط على إسرائيل للإنسحاب من جميع الأراضي اللبنانية والإمتناع عن اية أفعال تمس بالسيادة اللبنانية." اضاف: "في هذا الإطار أيضا لاحظنا مؤخرا بعض علو النبرة الداخلية في التراشق اللفظي الإعلامي، وما الى ذلك. طبعا، في العادة، في مجتمعات كثيرة، هذه تؤخذ بشكل معتاد. ولكن في لبنان، وبسبب الأوضاع والظرف الإقليمي وكل الظروف التي نعلمها، فإننا نأخذ هذا الموضوع بقدر من الحذر لأنه ما من احد يريد ان ينزلق هذا البلد الى وضع ممكن ان تكون فيه عواقب غير مرغوب بها. ونأمل من الجميع ان تكون هناك حكمة في تناول هذا الموضوع، ورؤية لصالح البلد، لأن الهدف من كل هذه التحركات هو إستعادة قدر من الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وتطبيق سياسة فيها سيادة للبلد على كافة أراضيه. هذا هو هدف الزيارة وإطارها. وبالتأكيد سنشرح مثل هذه الأفكار لدولة الرئيس بري ودولة الرئيس سلام في اللقاءات التي ستتلو هذا اللقاء." سئل: تحدثتم عن الدعم العربي، هل من تحرك عملي في هذا الإطار بإتجاه المجتمع الدولي للحديث مع إسرائيل لتطبيق إتفاق وقف إطلاق النار؟ أجاب: "انا افهم ان الوسيط الأميركي هو الذي يقوم بهذا الدور، برضى الدولة اللبنانية ورضى الطرف الآخر. وبالتالي، فإن على الولايات المتحدة مسؤولية خاصة في هذا الموضوع، ونحن نطالب ونضم صوتنا الى صوت القيادات في الدولة اللبنانية في مطالبتها بالضغط على إسرائيل في تنفيذ تعهداتها وفق إتفاق وقف إطلاق النار، وعدم العودة الى المساس او الإفتئات على سلطة الدولة اللبنانية. إذاً المسألة ليست هنا في الدور العربي بل في ان الطرفين المعنيين، بينهما وسيط أميركي يعمل بوتيرة سريعة ومتسارعة. وافهم ان هذا الوسيط قد يعود الأسبوع القادم ربما الى لبنان، فبالتالي الوساطة قائمة. وما يجب ان نقوله للوسيط هو انه يجب ان تركِّز وتهتم بتنفيذ الطرف الإسرائيلي لتعهداته، لأنَّ هذا أمر في غاية الأهمية حتى يتمكَّن الجانب اللبناني أيضا من تنفيذ القرارات والتعهدات التي أخذها." سئل: هل من المرتقب عقد قمة عربية لمساعدة لبنان؟ أجاب: "ليس في الوقت القريب القادم. ولا أرى ان هناك قمة من هذا النوع، ومخصصة لهذا الغرض. القمم العربية أصبحت الآن عادية. والقمم غير العادية تستدعي وضعا غير عادي. وما نراه في الإطار اللبناني هو انه حتى الآن الأمور تسير بشكل سياسي. وحتى التراشقات الإعلامية، وهي غير مطلوبة وغير مرغوب بها، لكنها تبقى في الإطار الإعلامي. وهذا أمر لا يستدعي قمة عربية." سئل: اين هي جامعة الدول العربية من التطورات الأخيرة في المنطقة، لا سيما في غزة، والحديث المتكرر عن إسرائيل الكبرى التي يتضرر منها حوالي 8 دول عربية، وما موقف الجامعة من ذلك؟ أجاب: "الموقف، نحن أصدرناه بشكل مكتوب في بيان رسمي، اعتقد شخصيا انه بيان قوي. وكان بيانا شاملا ضد هذه التوجهات، وضد الأفكار التي وردتنا إعلاميا، منقولة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية. وبالتالي، فإن الموقف واضح. ودعونا نقول ان لكل فعل، هناك ردة فعل، والتصريحات جاءت على مستوى إعلامي او بشكل فُسِّر هكذا، وأظن ان ردة الفعل العربية الإعلامية كانت اكثر من كافية لتوضيح الموقف العربي الرافض تماما لمثل هذه المقاربات لأنها تعبِّر بالفعل عن رغبة توسعية لا تريد ان تهدأ لدى الجانب الإسرائيلي، وهذا امر مرفوض ومدان. وقلنا هذا الأمر بأشكال كثيرة. فإذا وقفت الأمور عند الحد الإعلامي، كان به. وإذا كان هناك أي شكل من أشكال التصعيد، فهذا امر آخر ولكل حادث حديث". بعدها، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اليوم في السراي، زكي والوفد المرافق. بعد اللقاء قال زكي: "تشرفت بمقابلة الرئيس سلام خلال هذه الزيارة التي اقوم بها موفدا من معالي الأمين عام لجامعة الدول العربية لمواكبة الوضع في لبنان، طبعا تحدثت مع دولة الرئيس حول قرار الحكومة الأخير، وعبرت له عن دعم جامعة الدول العربية لهذا القرار، هذا الدعم موجود في قرارات مجلس جامعة الدول العربية وآخرها قرار قمة بغداد الذي صدر في شهر ايار الماضي، والذي يعبر بشكل واضح عن تأييد فكرة بسط الدولة اللبنانية سيادتها على جميع اراضيها وحصر السلاح بيدها، وطبعا كل يعني ما يترتب على هذا القرار من أمور وهذا أمر يعود إلى الدولة اللبنانية وقيادتها لديهم الحكمة الكافية لموائمة ولمواكبة التنفيذ مع ظروف البلد، وطبعا تحدثت مع دولة الرئيس عن التوترات الموجودة في الساحة، والذي ينعكس بعضها بتصريحات إعلامية وقدر من هذه التصريحات يحمل الحدة لا أظن أن هناك مجال لها لانها تقود المجتمع إلى مكان لا أظن أن أحدا يرغب في الذهاب إليها، وبالتالي نؤكد على أنه من المهم للقيادات اللبنانية سواء قيادات سياسية أو روحية أو اجتماعية أو غير ذلك، أن تساهم في وأد الفتنة وليس في اذكاء نار الفتنة هذه مسألة أساسية لاستقرار البلد، لا نريد ان مستصغر الشرر يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأظن ان هذا الأمر واضح في تصريحاتنا وهذا أمر دائما ننبه الجميع إليه، من واقع حرصنا على الوضع في هذا البلد العزيز". اضاف: "كل تمنياتنا للبنان الاستقرار والسلم الأهلي والتقدم والرفاهية لشعبه و ندعم التحركات المسؤولة التي تقوم بها قيادات هذا البلد في سبيل استعادة سيادته وسلطته، وفي هذا الإطار كما قلت في تصريحات سابقة اليوم على الوسيط الذي يتوسط في الموضوع الخاص بوقف إطلاق النار أن يسهم إيجابا في الوضع، وأن يضغط على الطرف الإسرائيلي لكي يقوم بتنفيذ إلتزاماته وتعهداته وانسحابته ويمتنع عن خرق السيادة اللبناني ، ونتمنى كل الخير للبنان ولأهله." واستقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي زكي والوفد المرافق بحضور سفير لبنان لدى جمهورية مصر العربية علي الحلبي، وجرى خلال اللقاء عرضٌ للأوضاع في لبنان والمنطقة العربية. أكد السفير حسام زكي أن زيارته تهدف الى التأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه الأمانة العامة للجامعة العربية للوضع في لبنان وللحفاظ على الاستقرار فيه، والى ابراز الدعم العربي للدولة اللبنانية ولقرارات الحكومة في مساعيها لبسط سيطرتها على كامل اراضيها، وحصر السلاح بيدها. من جهته، أعرب الوزير رجّي عن تقدير لبنان العالي للدعم العربي ودعم جامعة الدول العربية له، وأكد أن الحكومة اللبنانية تسعى بكل حكمة وتروّي لمعالجة مسألة حصر السلاح بيد الدولة، وهي تعمل جاهدة لإعادة بناء الدولة، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي كمقدّمة أساسية للنهوض الاقتصادي. كما تطرق اللقاء الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل وتمّ التشديد على أهمية الابقاء على وجود الأمم المتحدة في جنوب لبنان.
تركت زيارة الموفد الأميركي توم براك الى بيروت انطباعات ايجابية محفوفة بالمخاوف.
وجّه الاستاذ جوزيف أبي ضاهر رسالة الى رئيس الجمهورية جوزاف عون بأسلوبه الخاص.
تتوالى ردود الفعل على الاطلالة الأخيرة لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وتتقاطع عند أنّها فعل انتحار.
لا تزال ايران تصرّ على رفض تسليم حزب الله في لحظة من الحيرة في استئناف المفاوضات النووية.
شكلت مواقف الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام أمام الوفد الايراني منعطفاً في تاريخ لبنان الحديث.
يتابع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر كتاباته "تحت الضوء" مستعيداً وجوه الفساد بين ماضيها وحاضرها.
تباينت المواقف بين حزب الله وحركة أمل في مقاربة قرار الحكومة بشأن حصرية السلاح.
اعتُبر قرار الحكومة بحصرية السلاح مفصليا بتكليف الجيش اللبناني وضع خطّة لحصر السلاح قبل نهاية العام.
يتابع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر مقاربة الواقع اللبناني المأزوم في الحلقة الرابعة من "تحت الضوء" بأسلوب الشاعر -المراقب.
تتكثّف المساعي السياسية من أجل التوصل الى مخرج سليم لمعضلة حصرية السلاح.