أنطوان سلامه- يبدو أنّ قيادات لبنانية تندفع في معارك "كسر العظم" ولا تقرأ فعليا ما يحصل في الغرف المغلقة في الإقليم أو هي لا تريد أن تقرأ.
الثلاثاء ٢٢ يونيو ٢٠٢١
أنطوان سلامه- يبدو أنّ قيادات لبنانية تندفع في معارك "كسر العظم" ولا تقرأ فعليا ما يحصل في الغرف المغلقة في الإقليم أو هي لا تريد أن تقرأ. ففي حين تتأرجح المفاوضات الإيرانية الأميركية بين مدّ وجزر لكنّها تتجه الى اتفاق لا يعرف أحد توقيته أو مضمونه الا من يفاوض من الجانبين... وفي حين تتواصل المفاوضات السعودية الإيرانية غير العلنية لترتيب البيت الإقليمي خصوصا في اليمن، يندفع هؤلاء الى إشعال النيران في الملفات اللبنانية الداخلية التي تتأثر حكما، وتاريخيا، بتوازنات المنطقة المتجهة حاليا الى التبلور. في المعطيات المتوفرة، أنّ المملكة العربية السعودية تضع الملف اليمني في أولوياتها، وتعتبر الملف اللبناني تفصيلا في هذه اللحظة، من دون أن يعني، كما يروّج البعض، أنّ إهمالها الملف اللبناني من زاويته السياسية، لا الأمنية(التهريب مثلا)، يعني موقفا معارضا للرئيس سعد الحريري، أو أنّ القيادة السعودية، تحديدا ولي العهد، يريد إقصاء سعد الحريري عن المشهد السياسي السنيّ الطابع، نتيجة خلافات يروّج البعض أنّ لها خلفيات مالية ترتبط بالفساد، أو أنّ سعد يدور في فلك بعيد عن المسار الذي يرسمه خليفة الملك سلمان في المملكة مستقبلا. فولي العهد والنافذون في بلاطه يدركون أنّ المملكة حين تقرّر العودة سياسيا الى لبنان فلن تتعاون في المدى السني الا مع سعد الحريري الذي يمثّل قاعدة شعبية عريضة، ويملك تحالفات محلية منفتحة، تمتد علاقاته العربية الى مصر والامارات، ودوليا الى باريس واوشنطن وليس ببعيد عن موسكو. حتى اشعار آخر، عينُ القيادة السعودية على سعد الحريري طالما أن لابديل عته يُقنع. إقليميا، تتقدم المفاوضات السعودية الإيرانية في ملف اليمن الذي يشكل نقطة ضعف سعودية في الإقليم. تشير المعلومات الى أنّ هذه المحادثات السعودية الحوثية المباشرة تترافق مع المحادثات السعودية الإيرانية في ترتيب البيت الخليجي، ودخلت هذه المحادثات في تفاصيل اتفاق سلام يُريح المملكة ويخفّف ثقل الازمة الإنسانية في اليمن، وتتفرّع المفاوضات حاليا الى تثبيت هدنة، ورفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها مباشرة الحوثيون وتمتلك ايران فيها نفوذا. تتم هذه المفاوضات برعاية أممية باشتراك المبعوث الدولي مارتن جريفيت. ولم تقرأ القيادة اللبنانية، جيدا، عودة العلاقات "شبه الطبيعية" بين الامارات، الحليف السعودي العزيز، وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ظل القيادة الجديدة المحافظة، ناهيك عن عودة قطر الي المدى الخليجي التقليدي. في هذه الدائرة، تنفتح الرياض على المنافذ المطروحة للحلول اليمنية وتعمل ديبلوماسيتها راهنا على تعزيز أوراقها بالحصول على ضمانات من ايران وسلطنة عُمان، وهذا المرتجى لم يعد مستبعدا. في حال التوصل الى اتفاق سلام، قريب أو متوسط المدى، فإن المملكة سترتاح من الضغط الأمني الذي يمارسه عليها الحوثيون بتوجيه إيراني، وسينخفض التوتر السعودي الإيراني، وسيربح الرئيس الأميركي جو بايدن في تحقيق ما خطط له في منطقة الشرق الأوسط الذي يقارب ملفاتها الساخنة بإدارة تستقل رويدا رويدا عن سياسة دونالد ترامب. صحيح أنّ أيّ اتفاق أميركي إيراني سيُنعش الحضور الإيراني في الإقليم، ماليا وسياسيا وأمنيا واستراتيجيا، لكن أي اتفاق سلام في اليمن سيُعزز أوراق السعودية التي ستتخلّص من انفاق المليارات على الجهد العسكري، وسيحفظ سيادتها، وستخرج من "مستنقع" اليمن بعد غرقها فيه ، العام 2019، وسبّب لها التدخل العسكري والسياسي في هذا البلد، مشاكل عدة أهمها عدم الرضى الغربي على أدائها في الساحة المجاورة لحدودها. لهذه الأسباب، يلتزم حزب الله "الحياد" في معركة تشكيل الحكومة اللبنانية، فهو ينتظر مسار المفاوضات التي تدور حاليا في سلطنة عُمان والتي وصلت الى مرحلة دقيقة تستوجب اتخاد القرارات المفصلية في الرياض وفي طهران. فمن يراهن حاليا على توتير العلاقات السنية الشيعية في لبنان لا يُدرك معنى أن يجلس السعوديون والايرانيون على طاولة واحدة من مفاوضات شاقة ومصيرية بالنسبة للخليج والشرق الأوسط ومن ضمنه لبنان لاحقا. وإذا كانت القيادات اللبنانية تطمح الى الجلوس على طاولة رسم خريطة سياسية جديدة في الإقليم بإشعال النيران في الساحة المحلية، فهذه القيادات لا تعرف حجمها أبدا، ولا تعرف أنّه حين يحضر الوكلاء الأصليون، في تحديد الأحجام والأدوار، فإنّ أيّ لاعب آخر لن يحضر الا كتابع يُستغنى عنه ... من هذا الزاوية فقط، تتحدّد خطوة سعد الحريري في الاعتذار أو الاستمرار في التكليف...
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.