Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


فادي بجاني وأحمد قصاص: "شهيدان" من الخطين المتقاربين

تودع الكحالة فادي بجاني بعدما ودعت الضاحية أحمد قصاص كضحيتين في حادثة انقلاب شاحنة حزب الله على كوع الكحالة.

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي- خفّف الاحتقان الذي ساد بعد انقلاب شاحنة حزب الله، المجهولة الحمولة حتى اشعار آخر، أنّ القتيلين اللذين سقطا ينتميان الى خط سياسي متداخل، أي حزب الله وحزب الوعد الذي أسسه الراحل الياس حبيقه القريب من النظام السوري والحزب، ولا يبتعد بجاني عن التيار الوطني الحر.

هذا التقارب ساعد في تطويق الحادث وتداعياته الخطيرة، تحديدا على خطوط التماس بين منطقتي بعبدا والضاحية،وهي خطوط عرفت سابقا انهيارات أمنية عميقة مثل حوادث الطيونة عين الرمانة وصولا الى " الرينغ" في الحراك الشعبي.

ومهما رفع حزب الله من لهجة بياناته متهما " ميليشيات الكحالة" بإفتعال المواجهة مع عناصر حماية "الشاحنة- اللغز" فإنّ الواقع الميداني يشير الى أنّ الحزب أخطأ ميدانيا في تطويق " انقلاب الشاحنة" حين شهّر سلاحه في مواجهة "مواطنين" من عاداتهم في الضيع والدساكر، أن يتجمعوا عفويا حين حصول أيّ حادث للمساعدة أو للاطلاع على ما حصل، في حين أنّ مسألة من بادر الى اطلاق الرصاص أولا، ومَن سبق مَن الى الموت ، بجاني أو قصاص، فهذا تفصيل مهم، لكنّه لا يلغي العلامة الحمراء  التي رفعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن أهمية "البيئة الحاضنة" المتعددة الأطراف، بالنسبة الى "المقاومة" أي حزب الله.

ومهما حاولت البيانات، ومنها للتيار الوطني الحر، "شيطنة" الاستغلال السياسي للحداثة، فإنّ ما حصل في الكحالة، كحادث غير مفتعل، يوحي بأنّ حزب الله يفقد رويدا رويدا "حضانته الواسعة" في الأوساط اللبنانية، وفي دوائر طائفية عدة.

لا يستطيع الحزب التصرف دوما انطلاقا من أدائه في "اليوم الدامي" في السابع من أيار العام ٢٠٠٨ في بيروت والجبل، فهذا الاستسهال في " استعمال القوة الأمنية" سقط، والبراهين لا تزال حيّة في الذاكرة القريبة.

ومن الإشارات الواجب التوقف عندها، بعد حادثة الكحالة، تتخطى سقوط قتيلين من " خطين حليفين"، لتلج الى ظاهرة انتقال المطالبة بخطة دفاعية، من معارضي الحزب الى مؤيديه، خصوصا بعدما اهتزت صدقية الركن الأساسي في الدولة، أي الجيش بعد القضاء خصوصا العسكري منه.

فهناك شبه إجماع، على أنّ تنقل آليات حزب الله التي تحمل الأسلحة على أنواعها، القابلة للانفجار أو لا، على الطرقات الدولية، منها طريق الشام، لا يمكن أن يستمر من دون تنسيق مع القوى الأمنية الرسمية، وهذا لن يحصل ،باعتبار الحزب، كما اعتبر " الفدائيون الفلسطينيون" في الأردن قبل " أيلول الأسود"(١٩٧٠) أنّ الإبلاغ المُسبق عن التحركات ذات الصلة الأمنية، يشكل ثغرة للتسلل والخرق من جانب "العدو" أو الأعداء.

وفي دلالة أخرى، أنّ ردود الفعل الشعبية، بعد حادثة الكحالة، تحديدا في الرأي العام المسيحي، انقسمت بين من دعا الى أخذ العبر من الحرب اللبنانية، لكن فئة واسعة، من الشباب والشابات التي ولدت في ظل " الطائف"، اندفعت أكثر الى دعوات التطرف التي وصلت الى حدود المطالبة بالتسلّح والتقسيم، والمفارقة أنّ حزب الله تحديدا مع منظريه أو مؤيديه على وسائل الاعلام، لم يسألوا أنفسهم بعد، لماذا تتصاعد هذه الدعوات المتطرفة بعدما تراجعت، أو اختفت، في المراحل السابقة من العام ٢٠٠٥.

أصلا، لم يجهد اللبنانيون ونخبهم بعد، في الإجابة الرصينة والدقيقة، على السؤال الجوهري والمستدام: لماذا اندلعت الحرب العام ١٩٧٥؟

والسؤال الأهم، كيف تراكمت الحوادث المتفرقة ، بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين بعد النكسة، وانتقلت الى مواجهات مع قوى مسيحية لتندلع الحرب.

سؤال آخر على الهامش، هل الشعار الذي رُفع في تشييع أحمد قصاص:"السلاح دفاعا عن السلاح" هو شعار مقبول؟


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :46077 الثلاثاء ٣٠ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42956 الثلاثاء ٣٠ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42509 الثلاثاء ٣٠ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور