مع صدور كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بصياغة الشاعر هنري زغيب عاد هذا الكتاب الى الواجهة بعد مئة عام على صدوره.
الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣
أنطوان سلامه - لم يحد الشاعر هنري زغيب في ترجمته صياغةً "النبي" لجبران عن خطّه في الترجمة منذ انخراطه في مجالها، منذ السبعينات، في دور النشر التي نشطت في بيروت حين كانت العاصمة المركزية للبنان و"مطبعة" العالم العربي. من يقرأ ترجمة "النبي" في سياق ترجمات زغيب للكتب الأدبية والفكرية، منذ الزمن اللبناني الجميل، يلاحظ خطا تصاعديا في هذا النشاط محافظا على لمساته، أو بصماته النافرة في الترجمة، بأسلوب يطغى عليه أسلوبه الكتابي، الصحافي والابداعي، أيّ أنّ تحاويره اللغوية، بكل ما يحمّلها من تبييض خاص، تطغى في كل ما يكتب من أنواع. لعبته اللغوية التي تتجه أكثر فأكثر الى تبسيط مصقول بالزخرفة الأسلوبية، والاختزال، وتكثيف النبض، باتت مرادفة لأسلوب زغيب، ترافق قراءه الذين يعرفون أنّ هذا النص المقروء، هو له، من خلال صياغات تعكس أسلوبه الذاتي(الشخصي). يغلّف أسلوب هذا الشاعر مساره الكتابي كما في السياق الذي يعتمده في الترجمة، لا يفصل بينهما، لذلك أثارت ترجمته " النبي" جدلا، وكأنّه استبقه، في توضيحات أوردها في مقدمة ترجمته ، اختصر فيها نظرته ل "فن الترجمة"، وللمفردات التي نزعها عن الترجمات السابقة التي تجذرّت في وعي محبي "النبي" على مدار سنوات، إن في الترجمات الكلاسيكية المعروفة، أو في المتداول، في الوعي الجماهيري، من خلال ما غنّته فيروز تحديدا. تجرأ زغيب في صياغاته في تحويل " المحبة" الى "الحب" و" الله" الى "اله" حسب منطق اعتمده في إطار علم " معنى المعنى" الذي تبنّاه، وتطرف في كسر "الموروث" من خلال صياغات أرادها "عصرية" تطابق جوهر "الاشارات الرمزية" التي تفرّد بها الأسلوب الجبراني واغتنى، فلاقت مبادرته ترحيبا وانتقادا، وفي الحالتين، ظهرت صياغته الجديدة للنبي وكأنها تدخل " الى حرم "المحرّم والمقدّس"، فتخطاها الى ما يراه صائبا، بعيدا عن الشائع. من زمان، لم تحفل الدوائر الأدبية بجدل في نطاقه الصافي، فحرّكت صياغة زغيب لنص عربي للنبي الجبراني هذا الركود "المستنقعي" بما يحمل من تجاذبات تداخلت فيها، الانتقادات بين الشخصي والموضوعي، وهذا ليس غريبا عن النقاد في التاريخ، شرقا وغربا. في المحصلة، تصعب قراءة "صياغة" زغيب لهذه التحفة الجبرانية، من دون "العين" التي قرأت جبران بترجمات سابقة، فرفضها من يرفض، وتجاوب معها من يتفاعل مع التجديد أو التغيير. هل أصاب هنري زغيب في صياغته. هذا هو السؤال؟ هل حافظ في صياغته على جبران في "نبيه" أم أن بصمته في الأسلوب ختمته بطابعه الكتابي، فضاع الأصل في اللغة الانكليزية بالصياغة العربية المُحدثة؟ لم يُجب النقاد على السؤالين بعد كل الانتقادات أو الإشادات بمبادرة زغيب ، والأكيد أنّ هنري زغيب أعاد "النبي" الى واجهة المكتبات والنقد الأدبي، وعاد هو معه، الى القراء بمغامرة تستحق الدرس والتمحيص، والأهم، ثبّتت فكر جبران ،من جديد، في مجهر البحث في مقاصده الرمزية، باللغتين الإنجليزية والعربية، وتطرح مقاربات مغايرة لأصول الترجمة وقوانينها المُختلف عليها في مبناها ومعناها، أي في الشكل والمضمون. يمكن تصنيف الصياغة المتجددة للنبي في خانة " الجرأة" والإقدام في اطار "المعرفة" والتعمّق" و"التجديد"... فلم يعد ممكنا التطرق الى نبي جبران الا بالمرور على صياغة هنري زغيب التي أحدثت "صدمة" ذكرّت بالعاصفة التي هبّت مع نشر النبي في أيلول العام ١٩٢٣. والأهم، أعادت "النبي" بمفرداته ورموزه وضبابه الى ضوء النقاش والحوار الذي كثّفه زغيب، مؤخرا، في ندوات ولقاءات مع النخبة. *صدر كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بصياغة هنري زغيب في حلتين، الحلة الفاخرة والمصوّرة عن " مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، وحلة " كتاب الجيب" عن دار "سائر المشرق".
شكّل تعيين السفير سيمون كرم لتمثيل لبنان في لجنة الـ ميكانيزم إشارة واضحة إلى بدء المسار التفاوضي مع إسرائيل.
كتب الاستاذ جوزيف أبي ضاهر نصاً مستوحى من زيارة البابا الى عنايا.
احتصنت ساحة الشهداء في وسط بيروت عند الرابعة من بعد ظهر اليوم اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان الذي جمع البابا برؤساء الطوائف في لبنان.
يسترجع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صفحة من ذكرياته مع الخوري يوسف عون ويوسف شرابيه.
يتذكّر الاستاذ جوزيف أبي ضاهر صديقه الفنان التشكيلي سمير أبي راشد.
في لحظةٍ تتنازع فيها الخطابات الدينية والمزايدات السياسية على معنى القضية الفلسطينية، جاءت زيارة البابا لتعيد الاعتبار للصوت الحضاري والأخلاقي- الانساني.
يواصل الاستاذ جوزيف أبي ضاهر انتقاد الطبقة السياسية بأسلوبه الخاص.
تفتح إشارة ترامب إلى استقبال الرئيس جوزاف عون في واشنطن بابًا سياسيًا ثقيلًا، قد يُخرج لبنان من سياسة التوازنات نحو لحظة خيارات حاسمة.
تتداخل العوامل السلبية في صناعة الحالة اللبنانية المتشعبة في انهياراتها وابتكاراتها في البقاء.
تتكثّف الإشارات عن تبدّل عميق في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، فيما تتقاذف القوى السياسية الاتهامات بتسميم صورة خصومها في العاصمة الأميركية.