Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


المؤرخ رشيد الخالدي: حسابات ايران تمنع حزب الله من الانخراط في حرب شاملة

تناول المؤرخ الاميركي الفلسطيني رشيد الخالدي حرب غزة وما ستؤدي اليه وتطرق الى دور حزب الله في هذه الحرب.

الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٣

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

أجرى الصحافي جوزف كونفافرو (joseph confavreux)مقابلة مطوّلة مع المؤرخ الأميركي الفلسطيني الأصل رشيد الخالدي عن حرب غزة، في مجلة Mediapart (عدد الرابع من تشرين الثاني) .

تناول جزء من المقابلة دور حزب الله فيها،وعن أسباب عدم الانخراط الكامل في حرب غزة، جاء:

 "تحليلي هو أن إيران أنفقت الكثير من المال والدماء لإنشاء قوات ردع في لبنان تمنع أي هجوم إسرائيلي ضدها. إن هدف إيران، مع حزب الله، هو قبل كل شيء أن يكون لديها قوة ردع ضرورية لأمنها. وإذا ألزمَ حزب الله بقوته خوض حرب شاملة مع إسرائيل، فإن ذلك من شأنه أن يضعف بشكل كبير قدرات الردع الإيرانية. وهذا في رأيي هو الحساب الذي تجريه إيران اليوم والذي يبني(يقيّم) الوضع.

كما يقوم حزب الله بحساباته الخاصة، هو يعلم أنه لا يتمتع بشعبية كبيرة في لبنان، أبعد من دعمه المعلن، وأن الحرب مع إسرائيل، التي من شأنها أن تكمل تدمير بلد على وشك الانهيار، لن تؤدي إلا إلى زيادة عداء اللبنانيين تجاهه وهذا يُفقده نفوذه. أعتقد أن الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله يوضح بوضوح حسابات إيران وحزب الله".

أضاف "هذا لا يعني أن الحسابات لا يمكن أن تتغير، ولا يعني أن حادثة أخطر من المناوشات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة(في الجنوب) لا تؤدي إلى اشتعال المنطقة بأكملها، أو حتى خارجها. ولكن هناك أيضاً أسباب وجيهة، من جانب إيران أو حزب الله، لعدم السماح للأمور بالتفاقم".

نشير الى أنّ  رشيد الخالدي مؤرخ أميركي فلسطيني(مواليد 1948)، يشغل كرسيّ إدوارد سعيد في جامعة كولومبيا في نيويورك. يحلّل الصراع في الشرق الأوسط . يُعتبر من كبار الباحثين في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات بين هذه المنطقة والولايات المتحدة.

قبل أن يخلف إدوارد سعيد أكاديميا،شغل لمدة 20 عامًا منصب رئيس تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية. وله مؤلفات عدة عن القضية الفلسطينية.

يعتبر في هذه المقابلة أنّ حرب غزة لا تُفصل عن الحروب الماضية ولكنّها تشكل، برأيه، "لحظة من القطيعة"لثلاثة أسباب:

أولاً، هذه هي المرة الأولى منذ عام 1948 التي تدور فيها الحرب بين العرب والإسرائيليين على الأراضي الإسرائيلية. وفي الأعوام 1956 أو 1967 أو 1973، اندلعت الحرب على الأراضي التابعة لمصر وسوريا، خصوصا  سيناء والجولان. وفي عام 1982، اندلعت الحرب على الأراضي اللبنانية،" وهذا يغير تصور الحرب وسلوكها" كما قال .

وترتبط القطيعة الثانية بأهمية الخسائر المدنية في صفوف الإسرائيليين، أكثر من 1000 شخص. ويقول " عرف السكان الإسرائيليون العديد من الوفيات، سواء في الهجمات أو بسبب إطلاق الصواريخ، ولكن لم يكن بهذا الحجم على الإطلاق".

ويستطرد "وحتى في عام 1948، عندما كان هناك ما يقدر بنحو 6000 حالة وفاة في الجانب الإسرائيلي مقارنة بـ 12 إلى 20000 حالة وفاة على الجانب الفلسطيني، كان معظم القتلى الإسرائيليين من الجنود".

السبب الثالث هو أن تاريخ 7 تشرين الأول أثار تساؤلات عميقة حول العقيدة الإسرائيلية التي حكمت، بأنه من الممكن ضمان أمن إسرائيل مع ضغط الفلسطينيين في مناطق صغيرة بشكل متزايد، في" بانتوستانات" في الضفة الغربية أو في غزة المحاصرة، دون حدوث أي رد فعل.

ويقول "من سخرية التاريخ أن يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، هو الذي كان قائداً لقطاع القيادة العسكرية الجنوبية في إسرائيل، مع آرييل شارون، أحد المهندسين الرئيسيين للنظام المفروض على إسرائيل...لكن طنجرة الضغط التي اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على حبس الفلسطينيين فيها، انفجرت في نهاية المطاف.

وفي سرد تاريخي للعقلية الحاكمة في إسرائيل يشير الى أنّه كان بيني غانتس رئيسًا للأركان خلال حرب غزة عام 2014، وكان غادي آيزنكوت رئيسًا لعمليات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب ضد لبنان وحزب الله عام 2006، فطور غانتس  ما أسماه "عقيدة الضاحية"، وقامت القوات الجوية الإسرائيلية بتدمير حي الضاحية الشيعي في بيروت بالكامل. ثم تولى آيزنكوت مسؤولية استخدام "القوة غير المتناسبة" والتسبب في الكثير من الأضرار البشرية والدمار، لأنه، من وجهة نظره، "هذه ليست قرى مدنية، إنها قواعد عسكرية"، وكما وعد بأن “ما حدث في ضاحية بيروت عام 2006، سوف يتكرر في كل مكان تُستهدف منه إسرائيل" كما قال الخالدة الذي اعتبر أنّ الجنرالات الثلاثة الذين يقودون الحرب في غزة اليوم - يوآف غالانت وبيني غانتس وغادي آيزنكوت - هم المهندسون الرئيسيون، مع أرييل شارون، للعقيدة العسكرية التي تدعي ضمان أمن إسرائيل لمدة عشرين عامًا من خلال عدم القيام بأي شيء يتعلق بحياة الفلسطينيين... لذلك ليس من المستغرب أن يشنوا مثل هذه الحرب الدموية.

وردا على سؤال عن الفارق بين منظمتي فتح وحماس انطلاقا من كتابه " الهوية الفلسطينية: بناء وعي وطني حديث" قال: "يبدو لي أن الفرق الحقيقي بين حماس وفتح هو تكتيكي أكثر منه استراتيجي. وإذا نظرنا إلى ما قالته حماس منذ الانتفاضة الثانية وحتى وقت قريب، يمكننا أن نحكم أنها تقبل بحل الدولتين ضمن حدود 1967، وأنها مستعدة لذلك للتهدئة.

وقبل المواجهات الدامية بين هذين التنظيمين  عام 2007، وافقت (حماس) على المشاركة في حكومة وحدة وطنية مخولة التفاوض مع إسرائيل بالتشاور مع الرئيس محمود عباس. رفض الإسرائيليون والأمريكيون هذه المحاولة". ويستطرد" لا يبدو لي أن هذا الفارق التكتيكي المهم يبطل التقارب في تجسيد الوعي الوطني الفلسطيني، وخاصة في التأكيد على الحاجة إلى دولة فلسطينية متميزة عن إسرائيل، وليس دولة واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين."

وذكّر، بأنّه رغم أصوات في حماس تدعو الى إزالة إسرائيل، فإنّ إسماعيل هنية اقترح من الدوحة، في الأول من تشرين الثاني (الحالي)إجراء مفاوضات من أجل حل الدولتين.

وقال "يبدو أن عناصر حماس الذين خططوا ونفذوا هجمات 7 تشرين الأول لم يقدروا عواقب قتل 1000 مدني إسرائيلي".

ورأى أنّ هذه الحرب (في غزة) هي "بالفعل الأكثر تكلفة بالنسبة للفلسطينيين منذ عام 1982، وربما منذ عام 1948. ويخشى العديد من الناس أن كل هذا لن يؤدي إلى دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام، بل سيؤدي إلى تعميق الانقسامات بين الفلسطينيين، والتي لا ترجع فقط إلى التقسيم الجغرافي الذي تفرضه إسرائيل بين الضفة وغزة، وإلى الانقسام الذي تحافظ عليه إسرائيل أيضًا بين حماس وفتح. الاختلافات هي أيضا تكتيكية واستراتيجية وسياسية".

ورأى أنّ اتفاق أوسلو ليس السبب في عدم قيام دولة فلسطينية بل هي إسرائيل، وقال" تزعم الإدارة الأمريكية أنها تدعم حل الدولتين، لكنها في الواقع تدعم قيام إسرائيل بكل شيء لمنع ذلك.... ولهذا السبب تظل الدولة الفلسطينية بعيدة المنال...".


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :45953 السبت ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤
مشاهدة :42833 السبت ٢٧ / يونيو / ٢٠٢٤
مشاهدة :42388 السبت ٢٧ / يناير / ٢٠٢٤
معرض الصور