تتجه الحكومة في الساعات المقبلة الى اطلاق دفعة أولى من التعيينات وما سُرّب منها لا يوحي بجدية النهوض.
الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠٢٥
المحرر السياسي- ما تسرّب من أول عنقود التعيينات الإدارية بشكل شبه رسمي يوحي بالصدمة. يصحّ القول في حكومة الرئيس نواف سلام: "اسمع تفرح جرّب تحزن". لا يفيد نشر الآليات الدولية المعتمدة في التعيينات ولا هدر الوقت لاجتماعات نظرية طالما أنّ التعيينات ستكون على هذا المستوي من الاستخفاف والارتجال من جانب "المستشارين الجدد" الذين يحسبون أنّ الاتيان بأشخاص يفتقرون الى الحد الأدنى من المستوى المطلوب لإنهاض الإدارات الرسمية المتهالكة يمكنّهم من "التسلّط" على الادارات العامة من خلال مواقعهم في الظل. أخطأ العهد الماضي في اعتماده هذه الاستراتيجية ويتجه العهد الجديد الى اقتراف الخطأ نفسه. ولا يغالي من يردّد هذه المقولة: "المهزلة تُقرأ من عناوينها". لا يزال الوقت متاحا للحكومة بأن تردع عددا من الوزراء والمستشارين عن الاستهتار في التعيينات التي لا تقترب لا من قريب أو بعيد من مضمون " الكتاب الشهابي" الذي يرفعه دوما رئيس الحكومة نواف سلام ولا من الشعارات التي تصدر من الصروح الرسمية كافة عن الشفافية وعدم المحاصصة والى ما هنالك من شعارات براقة تثبت التجربة الأولى من التعيينات المنتظرة أنّها فارغة من أي مضمون. المعلومات المسرّبة عن سلة التعيينات الأولى لا تدعو الى التفاؤل. لا يعني هذا التوجس أنّ الأسماء المطروحة في الإدارات سيئة بل هي ناجحة في مواقعها وليس في أيّ موقع اداريّ عام يحتاج الى رؤى وثقافات وتراكم تجارب في الشأن العام. تحتاج التعيينات الى استراتيجيات مدروسة في هذا الزمن الصعب، وفي مقارنة بين تعيينات العهد الشهابي مثلا وبين ما يطل على اللبنانيين من تعيينات مرتقبة ما يوحي أنّ المسافة بين الزمنين كبيرة جدا وهائلة.
على هامش التسابق الى اعلان الانتصارات في المواجهة الاسرائيلية الايرانية يمكن الجزم بأنّ لبنان سجل انتصارا بتحييد نفسه.
تصاعدت التساؤلات بشأن موقع حزب الله بعد الزلزال الإقليمي فهل انتقل من الهجوم الى الدفاع المنكفئ؟
بدأت تطرح أسئلة كبرى بعد اعلان وقف اطلاق النار في الاقليم، من الرابح والخاسر، والاقليم الى أين في ظل موازين قوى جديد.
فرضت الضربة الاميركية على المفاعلات النووية الايرانية موازين قوى جديدة في الاقليم والعالم.
ضربت القوات الأميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وحذر الرئيس ترامب من هجمات أعنف إن لم توافق طهران على السلام.
اندفع حزب الله في الساعات الماضية باتخاذ مواقف من المواجهة الاسرائيلية الايرانية بعكس توجهات السلطة اللبنانية.
تتقدم المواجهة المفتوحة بين ايران واسرائيل الى مربعات جديدة والعالم يترقب.
لم تتضح صورة ما ستؤول اليه الحرب الاسرائيلية على ايران لكن لا بد من استرجاع صورة النكسة بعد حرب العام ١٩٦٧.
تتقدم سوريا على "أجندة" الأولويات الدولية والعربية للمساعدة في حين يبدو لبنان يدور في حلقة مفرغة.
انضم جنوب لبنان الى مناطق عالمية متوترة في العلاقة بين القوات الأممية والميلشيات والقبائل وفصائل الاسلام السياسي.