Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


الذكرى السنوية لعملية البيجر

 رعى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى.

الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

 نظمت. الاحتفال  الجمعية اللبنانية للجودة والسلامة الصحية LSQSH تحت شعار "الرعاية الآمنة لكل مولود وكل طفل" بهدف تسليط الضوء على أهمية تعزيز سلامة الرعاية الصحية للأطفال وحديثي الولادة والسبل الكفيلة بجعل المستشفى صديقًا للطفل.

وشكل الإحتفال الذي تزامن مع الذكرى السنوية لاعتداء البيجر، مناسبة للتوقف أمام معاناة الأطفال الذين استهدفوا في هذا الإعتداء حيث استشهد ثلاثة منهم وأصيب 113 بجروح، من بينهم الطفل "هادي شمص" البالغ من العمر اثني عشر عامًا وقد أدلى بشهادته حيث أفقده الإعتداء عينه اليسرى.

واقيم الاحتفال في قاعة المحاضرات في الوزارة.

 وأكد الوزير ناصر الدين في الكلمة التي ألقاها "الأهمية التي توليها الوزارة لمكانة الطفل في المجتمع نظرًا لهشاشته وحساسيته مضيفا أن سلامة الطفل عامة والطفل المريض خاصة، هي من أثمن الأمانات التي تقع على عاتق الوزارة".

وتوقف عند "المعاناة التي يعيشها الأطفال في هذه الأوقات في غزة حيث يتعرضون لغطرسة عدو لا يرحم وعدوان همجي وممنهج يستهدف الحاضر والمسقبل، فعندما يستهدف الأطفال يتم قتل المستقبل.

كذلك استذكر "الأيام الصعبة التي عاشها لبنان في شهر أيلول العام الماضي قائلا إن العدو يبدو متعاقدًا مع هذا الشهر ولديه روزنامة ينفذها فيه.

وتابع أنه من غير الممكن إغفال أطفال إستهدفوا وهم في عمر الورد"، وقال: "إن هذا اليوم يحمل رمزية خاصة تعيد إلى الذاكرة الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي حين فجّر أجهزة البيجر ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وإصابة 113 طفلا بجروح بالغة نراها على أطرافهم ولا تزال دامية في قلوبهم".

واشار الى انه "كان حينها في مركز عمله في المستشفى عندما بدأ قدوم الجرحى إلى قسم الطوارئ وأطلق النداء لجميع الأطباء للتوجه إلى الطوارئ والإستنفار الكامل لمواجهة وضع كارثي.

وقال الوزير الدكتور ناصر الدين إن ذاك اليوم كان يومًا أسود في تاريخنا وفتح أبواب المأساة على مصراعيها، وتواصلت بعدها الحرب لتحصد حتى اليوم أرواح 357 طفلا شهيدًا وتترك 1610 أطفال جرحى إلى جانب آلاف الضحايا الآخرين".

وقال: "إن هذه ليست أرقامًا تتم تلاوتها في المناسبات وتسجيلها في التقارير، بل هي وجوه صغيرة غابت وأحلام لم تكتمل وابتسامات انطفأت قبل أوانها. هي جراح وآلام ما زالت تنزف وتثقل كاهل عائلات، كما تلقي على القطاع الصحي عبءًا يوميًا كبيرًا: متابعة الرعاية والعلاج لكل طفل محتاج، وتقديم الدعم النفسي لمن عاش تجربة تفوق قدرة أي إنسان على الإحتمال، فكيف بطفل صغير؟".

وتابع:  "رغم ذلك، يزداد الإصرار مع التحديات القاسية. فهي تحفز أكثر من أي وقت مضى على توحيد الجهود، صحيًا وإنسانيًا، لنثبت أننا على قدر هذه المسؤولية، وأننا حين نحتفل باليوم العالمي لسلامة المرضى، فإنما نحتفل بها حقًا منذ البداية.. حماية للطفولة وصونًا للإنسان وحفاظًا على كرامة الحياة".

وشدد على أن "هذا هو العهد كوزارة صحة عامة، وهذا التزام شخصي في تحويل الشعارات إلى فعل ملموس على أرض الواقع. فحين نقول إننا نولي الطفل أهمية خاصة، تتم ترجمة هذا الأمر بمبادرات نوعية تطرح للمرة الأولى كتغطية عمليات زرع الكلى لمن هم دون الثامنة عشرة قبل أن تعود وتشمل كل الفئات العمرية، وإطلاق تطبيق كارول لتعزيز السلامة الصحية في دور الحضانة، وإطلاق برنامج أقوى لمساعدة ورعاية الأطفال جرحى الحرب".

واستدعى الوزير الطفل هادي شمص، جريح البيجر لإلقاء كلمة، قائلا: "أقول لهادي البطل الصغير إنه بوجودك في الوزارة اليوم وبوجود كل الشركاء هنا، عاش ويقينًا سيعيش لبنان". الطفل شمص  ثم ألقى الطفل هادي شمص، إبن ال 12 عامًا شهادته التي عاد فيها بالذاكرة إلى السابع عشر من أيلول عام 2024، حين كان وعائلته الصغيرة داخل غرفة المستشفى.

وقال: "لم أكن هناك بسبب مرض طبيعي، بل كنت ضحية جريمة غادرة إرتكبها عدو لا يعرف للإنسانية معنى، عبر تفجير أجهزة البيجر.

في تلك اللحظة، لم تجد نفعًا أي إجراءات لحمايتي من يد الغدر.

فالتفجير الذي هزّ بيتي الآمن، الذي رسمت على جدرانه رسومات طفولتي، إستبدله العدو بشظايا صُممت خصيصًا لتشويهنا ليثبت انتصاره في وجوهنا كما صرّح اليوم. لم أعد ألعب مثل باقي الأطفال، ولم تعد لدي قصص بريئة أرويها. عندي وجع كبير سيرافقني دائمًا.

فأنا عمري 12 سنة، لكن كأني كبرت مئة سنة. كنت أرى جيدا وأكتب وأرسم وأحلم بالمستقبل.. كنت طفلا عاديًا يعيش الأمان، إلى أن فقدت عيني اليسرى، وصار وجهي لا يلمع كما كان.

صرت أرى الدنيا بعين واحدة وأحمل في قلبي وجعًا لا يُرى".

وتابع هادي: "رسالتي لكم، أيها الكبار في هذا العالم: نحن لسنا مجرد أرقام أو ضحايا، نحن أطفال حُرمنا من طفولتنا. لكن رغم كل ذلك، اخترت أن أبقى قويًا. جرحي صار علامة قوة لا ضعف، شاهدة على غدر عدو إسرائيلي، وعلى قسوة هذا العالم الصامت.. وعلى إرادتي أن أعيش وأحلم وأبني غدًا أفضل".

 وكانت كلمة لممثل منظمة الصحة في لبنان عبد الناصر أبو بكر شدد فيها على "ضمان حصول كل مولود وكل طفل على الرعاية الآمنة والعالية الجودة التي يستحقها منذ البداية"، وقال: "إن منظمة الصحة العالمية عملت على دعم سلامة المرضى في لبنان من خلال مبادرات وبرامج رئيسية من بينها تدريب الآلاف من العاملين في المستشفيات وتطوير القدرات وبروتوكولات السلامة السريرية، والشراكة مع وزارة الصحة العامة لمراقبة أي تأثيرات سلبية وجانبية ممكنة للأدوية. ولفت الدكتور أبو بكر إلى أن كل هذه الجهود تصب في ضمان رعاية آمنة للجميع، وخصوصًا للأطفال، في الأوقات العادية وخلال الأزمات".

وأكد "الالتزام الكامل بمواصلة الدعم لتحسين جودة الخدمات الصحية على المستويات كافة من مراكز الرعاية الأولية إلى المستشفيات، لضمان أن تبقى سلامة المرضى وجودة الرعاية أولوية دائمة في جميع أنحاء البلاد. الاحتفال وكان الإحتفال استهل بكلمة ترحيبية ألقتها عريفة الحفل السيدة داليا قزحيا ولفتت فيها إلى أن "الاجتماع هو تجديد لإلتزام لبنان بتعزيز ثقافة السلامة وتوحيد الجهود نحو نظام صحي يضمن لكل مولود بداية آمنة وحياة صحية".

ثم تحدثت رئيسة "الجمعية اللبنانية للجودة والسلامة الصحية" ميساء جعفر فقالت: "إن السلامة في الرعاية الصحية تحظى باهتمام عالمي. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض واحد من كل عشرة مرضى للضرر أثناء تلقي الرعاية. عالميًا، تؤدي الرعاية غير المأمونة إلى وفاة حوالي 2.6 مليون سنويًا. أما في لبنان، حيث يعاني النظام الصحي من ضغوط متزايدة، فإن تعزيز أنظمة سلامة المرضى، والتدريب المستمر للعاملين، واعتماد آليات وطنية للتبليغ، أمر أساسي للحد من الضرر والوفيات التي يمكن تجنبها. وتابعت السيدة جعفر: نجتمع اليوم لنؤكد التزامنا بسلامة المرضى، ولنحيي اليوم العالمي لسلامة المرضى، المكرّس لـ "ضمان الرعاية الآمنة لكل مولود وطفل".

اعتمدت منظمة الصحة العالمية لعام 2025 شعار "سلامة المرضى منذ البداية" ليؤكد على الحاجة الملحّة للعمل المبكر والمستمر لحماية الأطفال من الضرر، بما ينعكس فوائد تدوم مدى الحياة. يواجه الأطفال مخاطر أعلى بسبب نموّهم السريع وتطوّر احتياجاتهم الصحية واختلاف أنماط الأمراض التي قد تصيبهم، الأمر الذي يجعل الدعوة إلى سلامة حديثي الولادة والأطفال أمرًا أساسيًا. ولاحظت أن الحفاظ على سلامة الأطفال داخل النظام الصحي يعتمد على الجهود المشتركة لمقدّمي الرعاية الصحية والأهل، للعمل معًا. كما يتطلّب دعم النظم الصحية والمؤسسات التي تُمكّن الرعاية الآمنة عبر التدريب المناسب، وتوفير الأدوات اللازمة، والأنظمة الداعمة والفعّالة". وأكدت أن "سلامة المرضى ليست مناسبة تُحتفى ليوم واحد وليست مجرد استجابة لحادث سلبي بل هي التزام يومي مستمر واستثمار كل فرصة لتحسين تجربة المريض الصحية وتعزيز أمانها".

كما كانت كلمتان لكل من النقيبة عبير علامة وممثل نقيب الأطباء الدكتور رائف رضا، حيث شددا على "أهمية توحيد الجهود بين مختلف جهات القطاع الصحي لضمان سلامة المرضى وتطوير القطاع الصحي في لبنان إستنادًا إلى مؤشرات علمية". 


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :56443 الثلاثاء ١٦ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :53487 الثلاثاء ١٦ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :52559 الثلاثاء ١٦ / يناير / ٢٠٢٥