ميريام الجلخ- (تحقيق استقصائي) لا تزال عادة اطلاق النار في المناسبات تسبّب القتلى والجرحى بسبب الرصاص الطائش.
لم يتمالك المصوّر الصحافي-الرياضي فادي مرق نفسه عند رواية قصة اللاعب اللبناني محمد عطوي الذي كان ضحية جديدة لمسلسل الرصاص الطائش المتفشي في زوايا المجتمع اللبناني منذ سنوات.
وقال والدمعة في عينيه " معرفتي بمحمد بدأت في الملعب حيث عرفته من 7 سنوات مع نادي الأنصار الرياضي (فريق كرة القدم).
استطاع محمد ان يجمع محبة كل رفاقه بمعزل عن انتمائاتهم السيايسة والدينية والطائفية.
ليجتمع بحب حياته، قرر محمد ان يُنشئ مدرسة لتعليم الأطفال الصغار لعبة كرة القدم حتى يجني المال الكافي التي تمكّنه من تحضير لحفل زفاف وتأسيس عائلة لان راتب لاعب كرة القدم في لبنان لم يكن يكفي.
أصيب عطوي، في 22 آب ٢٠٢٠، في منطقة الكولا، بيروت (الواقعة بين وطى المصيطبة غرباً والطريق الجديدة شرقاً)، برصاصة طائشة استقرّت في رأسه وبقي في غيبوبته إلى صباح يوم 18 ايلول ٢٠٢٠ في مستشفى المقاصد، حيث فارق الحياة عن عمر 32 عاماً.
طوال هذه الفترة رفض أهل محمد وخطيبته ان يتعايشوا مع الواقع وتمسكوا بكل بريق امل موجود قائلين: "نبضة واحدة من قلب محمد كانت حياة كاملة"
وبعد ان طالب أهل الضحية سحب الرصاصة لإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة جهة ومصدر الرصاصة او حتى سببهاـ قبل الطبيب الشرعي وسحب الرصاصة التي اودت بحياة محمد."
ورث اللبنانيون هذه العادات والتقاليد منذ مئات السنين وتناقلتها الأجيال لتصبح عنصرا اساسيا في المفهوم الثقافي والسلوك الاجتماعي للناس خصوصا فيما يتعلق بإطلاق النار العشوائي في مختلف المناسبات السعيدة والحزينة.
-الإفلات من العقاب
اعتاد اللبنانيون لسبب أو لآخر أن يطلقوا الرصاص في الهواء، لأن السلاح الحربي منتشر منذ القدم، وزاد بعد الحروب التي مر بها هذا البلد، خصوصا بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 وتركّز السلاح بيد المجموعات المحميّة والميليشيات المسلّحة.
سرعان ما تحوّلت هذه الظاهرة الى وسيلة من وسائل التعبير فضلا عن التفكير غير السليم الذي يحث على اقتناء السلاح واستخدام الرصاص الحيّ لحل المشاكل وفك النزاعات او الدفاع عن النفس.
و بظل حالة الهلع والقلق التي يعيشها اللبنانيون من هذه الظاهرة إلّا انه لم تأخذ بشأنها السلطات إجراءات جذرية تقي المواطنين من الموت الطائش بدون اي حسيب او رقيب. فلا دولة تسأل، تحاسب او تدقق ولا يُصار الى توقيف متهمين يُطبّق عليهم القانون او تُنَفّذ الضوابط الأمنية الشرعيّة خصوصا بعد الخطابات السياسية مثلا مشهد الرصاص الطائش الذي نشهده في الضاحية الجنوبية، بيروت بعد كلمة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله او في الطريق الجديدة،بيروت بعد مؤتمر لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري
تتعدد الأسباب، يتنوع الفاعل لكن النتيجة واحدة: ضحية بريئة برصاصة طائشة تزداد امّا على قائمة الجرحى او تنضم الى قافلة القتلى.
"الموت بالرصاص الطائش": نتائج و احصائيات
لم تثمر كل حملات التوعية من قِبَل قوى الأمن والنداءات التي وجهتها المراجع الدينية والسياسية خلال السنوات الماضية، في وضع حد لهذه الظاهرة.
وبحسب إحصاءات غير رسمية، سقط في العقد الأخير 70 ضحية و143 جريحاً نتيجة الرصاص الطائش والعشوائي. أي أنّه على الأقل 7 ضحايا و14 جريحاً سنوياً. تبقى هذه أرقام غير رسمية، إذ لا إحصاءات حول هؤلاء الضحايا، كما هي حال معظم الملفات الأخرى، متروكة مهمة إحصائهم للجمعيات.
الشق القانوني
اصبح اللعب بالموت الطائش جريمة موصوفة. إذْ يصبح القتل متعمَّداً، وليس عشوائياً كونه يستهدف الأبرياء فقط، ولأنّ مَن يُطلِق الرصاص في الهواء يعرف أنّه يقتل أرواحاً، في المقلب الآخر. اذا، هو مجرمٌ مستتر، مع وقف التنفيذ. ولا إمكانيَّة للتعامل مع هذا المجرم المريض إلاّ بإنزال أشدّ العقوبات عليه.
"كلّ مُطلِق للنيران، يعرف أنّه القاتل المفترض والافتراضي لضحيَّةٍ ما، متى أُعلِنت هويتها. فعندما تتوقّع القوى الأمنيَّة مصدر الرصاص الذي سقطت جرّاءه الضحيّة، وتحدِّد هذه المنطقة أو تلك، يمكن للمجرم المستتر أن يعرف أنّه مجرم مفترض! لأنّه يعرف أين كان يُفرِّغ سلاحه. لكن حتى لو عرِف، فالأكيد أنّه لا يشعر بشيء"
العقوبات
.حضر المغدور لقمان سليم في عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة اللذين أجمعا على رفض اغتيال الرأي الآخر
.المحرر السياسي- خرج الجدل في تشكيل الحكومة بين جبهتي قصر بعبدا وبيت الوسط عن دائرة الاهتمام الشعبي ليتحوّل هذا الجدل الى "رفاهية سياسية" في زمن الانهيارات والانسدادات
أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي تسجيل 2723 إصابة جديدة بكورونا و59 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية.