انطوان سلامه-يتخذ لقاء الفاتيكان أكثر من بُعد لكنّ كلمة مفتاح ظهرت نافرة في قول البابا فرنسيس "كفى استخداما للبنان لمصالح ومكاسب خارجية".
الجمعة ٠٢ يوليو ٢٠٢١
أنطوان سلامه -يتخذ لقاء الفاتيكان أكثر من بُعد لكنّ كلمة مفتاح ظهرت نافرة في قول البابا فرنسيس "كفى استخداما للبنان لمصالح ومكاسب خارجية". البابا الذي نادرا يتحدث في السياسة الا من زاوية القيم، تضمنت عظته إدانة للطبقة السياسية اللبنانية التي دعا قادتها الى تحمل مسؤولياتها لإيجاد "الحلول العاجلة " للأزمة. لكن توقيت الدعوة الفاتيكانية تحمل دلالات عنوانها بالتأكيد الحضور المسيحي في لبنان الذي يشكل علامة لمسيحيي الشرق الآخذين في الانقراض. بعد انفجار المرفأ الذي شكل قمة "الفساد" تبدّلت المقاربات الفاتيكانية للوضع اللبناني. شعر الفاتيكان أنّ هذا الانفجار قضى على الأمل عند المسيحيين، لا لأنّهم تضرروا أكثر من غيرهم، بل لأنّ المنظومة الحاكمة، تحديدا السلطة التنفيذية الحالية، لم تكن بمستوى الحدث- الزلزال. هذا الانفجار دفع المسيحيين الى اليأس واتخاذ قرار الهجرة، واتضح للفاتيكان، عبر الأرقام، "تدفق الشباب والشابات" برضى عائلاتهم لترك البلاد بعدما حاول هؤلاء الشباب والشابات، سابقا، التغيير في إطار حراك ١٧ تشرين فارتطموا بحارس النظام الطائفي في لبنان، الثنائي الشيعي، والطبقة السياسية التي تستغل الدين للانتفاع من مغانم السلطة الحالية. وانكشف للفاتيكان الواقع المالي المأزوم والخطير كيانيا، وبقاء لبنان في دائرة الحرب واستنفاراته، تنفيذا لأجندات إقليمية ودولية. أدرك الفاتيكان من خبرته في مواكبة هجرة المسيحيين في فلسطين وسورية والعراق امتدادا الى مصر، أنّ تقاطع الحرب والاقتصاد المأزوم ، لا بدّ أن يعطي نتيجة مشابهة لنتائج ما حصل في بلدان شرق أوسطية أخرى: هجرة العائلات. رصد الفاتيكان ردود الفعل على طرح البطريرك الراعي مشروع "الحياد الإيجابي" الملتزم بالقضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية، لكن المفاجأة كانت أنّ أشرس رد فعل كان من حزب الله الذي بارك حملة "راعي العملاء" واتخذت قيادته موقفا وصل الى التخوين الذي يعني في علم "الإسلام السياسي" هدر الدم. ولم يتلقف الفاتيكان بإيجابية محاولة القيادي في التيار الوطني الحر جبران باسيل "التذاكي" في تخطي "حائط بكركي" في لحظة حساسة جدا، تزامنا مع هجوم مركز على البطريركية المارونية من حليفه حزب الله. تدارك الحزب "تهوره" في رد الفعل، وانعقد اجتماع يتيم للجنة حواره مع بكركي. حاول البطريرك أن يتوسّط في تشكيل الحكومة. أول مرة تدخل البطريركية المارونية في التفاصيل السياسية منذ العام ١٩٩١. تراجع البطريرك عند تعنت المولجين التشكيل: رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، ورئيس الحكومة بالتكليف سعد الحريري . خاب ظنّ البطريرك من الفريقين. هذا في الداخل. في الخارج، أرسل البطريرك الراعي إشارات عدة يتخوّف منها مما يُحاك من "تنظيمات" جديدة في خريطة شرق أوسطية مغايرة سياسيا، فطرح، استباقا، مشروع المؤتمر الدولي، لكن ردّ فعل حزب الله جاء تخوينيا في وقت كانت راعيته الجمهورية الإسلامية الإيرانية تفتح قنوات التواصل شرقا وغربا وصولا الى واشنطن والرياض، لرسم خرائط سياسية . في المقابل، أدرك الفاتيكان، بحكم اتصالاته الدولية الرفيعة المستوى، أنّ المنطقة مقبلة على حراك ديبلوماسي، معلن وخفي، تزامنا مع اشتعال المحاور الإقليمية من اليمن الى العراق مرورا بلبنان، وأنّ المنطقة لا بدّ أن ترسو على شاطئ تسوية. الإشارات كثيرة: تطبيع إسرائيلي خليجي يتزامن مع محادثات سعودية إيرانية. صراع أميركي إيراني خليجي يتواصل بهدف الجلوس على الطاولة، أو تجميع الأوراق لمفاوضات من مراكز القوة. إدارة أميركية بقيادة جو بايدن الذي بادر الى تسويات عاجلة في اليمن والعراق وسوريا من دون أن يعني أنّ خياراته العسكرية تراجعت عن خياراته السلمية . غموض في المقاربة الروسية لملف مسيحيي لبنان(حتى اشعار آخر). تحالفات إقليمية : مصرية خليجية تتوج مسارات السلام مع تل أبيب. تنسيق مصري اردني عراقي. انفتاح عراقي على دول الخليج بقاطرته السعودية... وما هو مسموح إيرانيا للعراق لا يسري المفعول على لبنان الذي ازدادت عزلته بفعل "سياسته الخارجية" المميتة وإهمال القيمين المباشرين على وزارة الخارجية اللبنانية لمبدأ " السينودوس" الانفتاح على المحيط العربي. دعم الفاتيكان المبادرة الفرنسية التي ارتطمت بحيطان إقليمية ، إيرانية وسعودية... وفي كل هذا " الخلط في الأوراق" بدا المسيحيون في لبنان من دون مظلة، أو أنّ أخطاء عدد من قياداتهم الفاعلة في السلطة، جاءت في سياق الخطايا الأصلية. ترعى ايران الشيعة في هلال متماسك يضم سورية والعراق. وبرغم الإهمال السعودي للملف اللبناني، فإن المملكة لن تترك السنة، أو لن تقترف أخطاءها مجددا كما في سورية. تقدمت المظلتان الإماراتية والمصرية لتأمين وقاية لسنة لبنان. رتّب وليد جنبلاط تموضع الدروز... في وقت شهدت الساحة المسيحية أعتى المعارك في صفوفها.... يحصل كل هذا في وقت بدأت أصوات تتردد في الأروقة الديبلوماسية المغلقة تربط مساعدة لبنان بالإصلاحات التي تطرح ضمنا مسألة تعايش "الدولتين" في جمهورية واحدة. ولا يُستهان، في هذا السياق، بأصوات علت في الكونغرس الأميركي مؤخرا تدعو الى وضع استراتيجية لنزع سلاح الجماعات المسلحة في لبنان تنفيذا للقرارات الدولية. وتطرح هذه الأصوات خطورة تأثير حزب الله على الحكومة والقوى الأمنية. هل ينجح الفاتيكان في تأمين المظلة للمسيحيين في لبنان في المنعطف المصيري، بعد مئة عام على تأسيس الكيان؟ تبدو نية البابا فرنسيس وفريقه واضحة في الأقدام لبنانيا في حين لم يكن لبنان من أولوياته في بداية عهده، لذلك أعلن البابا وهو في طريق عودته من زيارته العراق أنّه سيتوجه الى لبنان في زيارة ذكّرت بالزيارة التاريخية للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني. رحلة البابا يوحنا بولس الثاني جاءت في لحظة " إحباط مسيحي". رحلة البابا فرنسيس ستأتي في لحظة "من الهجرة المسيحية" التي ستُفقد لبنان والشرق ميزة التنوع. الرحلة الثانية أصعب، لأنّها ستأتي في ظل هندسة جديدة للمنطقة لا يُعرف مصير لبنان على طاولة مفاوضاتها الأميركية الإيرانية والخليجية والعربية ...والاسرائيلية بالتأكيد. الفاتيكان لا يزال ينظر الى لبنان من زاوية " الرسالة" أي التعايش المسيحي الإسلامي... السؤال خطير هنا: هل تعني الرسالة اللبنانية في تعايشها الديني والحضاري والثقافي "شيئا ثمينا" لإسرائيل وايران أيضا؟ وماذا تعني للعرب؟
ينطلق الأستاذ جوزيف أبي ضاهر من ثقافة كمال جنبلاط كسياسي -أنموذج ليقارن بينه وبين سياسيي هذا الزمن.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.
بعد نكسة حزب الله وبيئته، يطلّ علي لاريجاني بصفته المبعوث الإيراني في مهمة تمزج الأمن بالسياسة لإعادة الإمساك بخيوط النفوذ الإيراني في لبنان.
تزامنا مع مهمتي أورتاغوس ورشاد نشرت رويترز معلومات عن تفكيك الجيش مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان.