تتجه حرب غزة الى مزيدة من التسابق بين الحرب واستمرارها وبين رسم معالم المرحلة المقبلة.
الأحد ٠٧ يناير ٢٠٢٤
المحرر السياسي-في الشهر الرابع لحرب غزة تتفاوت القراءات لنتائجها بين الجانب الإسرائيلي وبين الفصائل "المقاومة" الفلسطينية وحزب الله والحوثيين والعراقيين. في الجانب الإسرائيلي يدعي جيشه أنّه فكك بنية القيادة العسكرية لحماس في شمال قطاع غزة،وانتقل الى مرحلة جديدة من " التفكيك" في وسط القطاع وجنوبه. حتى الآن، يعترف الإسرائيليون أنّهم لم يحرروا " رهائنهم" ولم "يسحقوا" حماس كليّا بحسب وعد بنيامين نتنياهو في انطلاقة الحرب وهم متهمون أمام محكمة العدل الدولية. في جانب حماس، لم تقيّم الحركة الإسلامية نتائج عملية " طوفان الأقصى" تتحدث عن ايجابياتها فقط، بوضع القضية الفلسطينية في الضوء العالمي، وبتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر مهمة. في الواقع الفلسطيني، الصف الوطني مشرذم، ولا يزال الحوار الداخلي في بداياته يبحث عن القواسم المشتركة في المنطلقات. تبدو حماس معزولة باستثناء الرعاية الايرانية لجهادها، والتوسط القطري والتركي والمصري في إخراجها من الحصار. عند حزب الله، وبحسب ما أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في اطلالته الأخيرة، فإنّ الخسائر الإسرائيلية أضعاف ما يُحكى عنه، وتمكنّت المقاومة الإسلامية في لبنان من تهجير سكان المستوطنات ما زاد من الضغط على حكومة نتنياهو،واقترب لبنان من "الفرصة التاريخية" من تحرير كامل أرضه. لم يتطرّق نصرالله الى فوائد فتح جبهة " إسناد غزة" من الجنوب، لا فلسطينيا ولا لبنانيا. في المقابل ، تدّعي اسرائيل أنها انتقلت في جنوب لبنان، من الدفاع الى الهجوم الرادع، وتحقق أهدافها،وهي تضع الشروط لرسم مستقبل الجبهة. أعلنت فصائل عراقية أنّها حركت بدعمها غزة ملف " الاحتلال الأميركي" في بلاد ما بين النهرين، في حين أنّ الحوثيين يدّعون إمساك أوراق مهمة في المنافذ البحرية الاستراتيجية في الخليج. دوليا، تواصل الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، الجهود لمنع تمدّد حرب غزة التي تمدّدت واقعا، وتعمل على مستويات عدة: -تحييد المدنيين في حرب غزة، وهذا لم يتحقق. -عدم تمدّد الحرب الى لبنان وهذا يُبقي الجبهة اللبنانية محكومة بقواعد الاشتباك حتى اشعار آخر. - فتح ملفات شائكة، من طبيعة السلطة بعد حرب غزة الى ملف تنفيذ القرار ١٧٠١ وصولا الى أمن بحر الخليج. ايرانيا، تبحث ايران عن كرسيها في طاولة المفاوضات مع إمساكها بأوراق مهمة، من حزب الله الى الحوثيين مرورا بالعراق، من دون إغفال تأثيرها على حماس والجهاد الاسلامي، وفي هذا الاطار يدفع حزب الله الثمن الأغلى في هذا المحور بعد الفلسطينيين. في المحصّلة الواقعية لحرب غزة، بعيدا من الحملات الإعلامية، دمار قطاع غزة، تهجير معظم سكانه، ارتفاع قياسي في عدد القتلى والجرحى. أضرار عميقة، ماديا ومعنويا، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
تقدم ملف حصرية السلاح على ما عداه من ملفات مطروحة على العهد والحكومة.
استهداف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة، كعمل إرهابي، يحمل انعكاسات سياسية واجتماعية وأمنية عميقة على المسيحيين في سوريا ولبنان.
على هامش التسابق الى اعلان الانتصارات في المواجهة الاسرائيلية الايرانية يمكن الجزم بأنّ لبنان سجل انتصارا بتحييد نفسه.
تصاعدت التساؤلات بشأن موقع حزب الله بعد الزلزال الإقليمي فهل انتقل من الهجوم الى الدفاع المنكفئ؟
بدأت تطرح أسئلة كبرى بعد اعلان وقف اطلاق النار في الاقليم، من الرابح والخاسر، والاقليم الى أين في ظل موازين قوى جديد.
فرضت الضربة الاميركية على المفاعلات النووية الايرانية موازين قوى جديدة في الاقليم والعالم.
ضربت القوات الأميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وحذر الرئيس ترامب من هجمات أعنف إن لم توافق طهران على السلام.
اندفع حزب الله في الساعات الماضية باتخاذ مواقف من المواجهة الاسرائيلية الايرانية بعكس توجهات السلطة اللبنانية.
تتقدم المواجهة المفتوحة بين ايران واسرائيل الى مربعات جديدة والعالم يترقب.
لم تتضح صورة ما ستؤول اليه الحرب الاسرائيلية على ايران لكن لا بد من استرجاع صورة النكسة بعد حرب العام ١٩٦٧.