Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


رحيل ملكة الإغراء بريجيت باردو

توفيت الممثلة والمغنية الفرنسية بريجيت باردوعن عمر ناهز 91 عامًا.

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

تحولت  بريجيت باردو  في خمسينيات وستينيات القرن الماضي إلى رمز عالمي للإغراء، قبل أن تعتزل السينما وتكرّس حياتها للدفاع عن حقوق الحيوانات.

برز نجم باردو عالميًا مع فيلم "وخلق الله المرأة" عام 1956، الذي كتبه وأخرجه زوجها آنذاك روجيه فاديم، لتجسّد على مدى العقدين التاليين صورة "الهرّة المثيرة" التي أصبحت علامتها الفنية. غير أنها أعلنت في أوائل السبعينيات اعتزال التمثيل، واتجهت بشكل متزايد إلى النشاط السياسي. وقد تحوّل دعمها العلني لحقوق الحيوانات لاحقًا إلى مواقف وتصريحات حادّة بحق الأقليات العرقية، إلى جانب دعمها الصريح لليمين المتطرف الفرنسي ممثلًا بـ"الجبهة الوطنية"، ما أدى إلى صدور عدة إدانات قضائية بحقها بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية.

وُلدت باردو عام 1934 في باريس، ونشأت في عائلة كاثوليكية تقليدية ميسورة الحال. وبرعت في الرقص، ما أتاح لها دراسة الباليه في "كونسرفاتوار باريس" المرموق. وفي الوقت نفسه، عملت في عرض الأزياء، وظهرت على غلاف مجلة Elle عام 1950 وهي في الخامسة عشرة من عمرها. ومن خلال عملها كعارضة أزياء، دخلت عالم السينما، وخلال أحد اختبارات الأداء تعرّفت إلى روجيه فاديم، الذي تزوّجته عام 1952 بعد بلوغها الثامنة عشرة. بدأت باردو بأدوار صغيرة ازدادت أهميتها تدريجيًا، ولعبت دور الحبيبة للممثل ديرك بوغارد في فيلم Doctor at Sea، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في المملكة المتحدة عام 1955. إلا أن فيلم "وخلق الله المرأة"، الذي أدّت فيه دور مراهقة متحرّرة في مدينة سان تروبيه، شكّل نقطة التحوّل في مسيرتها، ورسّخ صورتها كأيقونة عالمية. وحقق الفيلم نجاحًا واسعًا في فرنسا وخارجها، ودفع بها إلى الصف الأول بين نجمات الشاشة الفرنسية.

 أصبحت باردو مصدر إلهام للمثقفين والفنانين، ومن بينهم جون لينون وبول مكارتني، اللذان طلبا من صديقاتهما آنذاك صبغ شعورهن باللون الأشقر تقليدًا لها.

وكتب الصحافي ريمون كارتييه مقالًا مطوّلًا بعنوان "قضية باردو" في مجلة Paris-Match عام 1958، فيما نشرت الفيلسوفة سيمون دو بوفوار عام 1959 مقالها الشهير "بريجيت باردو ومتلازمة لوليتا"، وقدّمت فيه باردو بوصفها المرأة الأكثر تحررًا في فرنسا.

وفي عام 1969، اختيرت لتكون أول نموذج حيّ لشخصية "ماريان"، رمز الجمهورية الفرنسية. وخلال أوائل الستينيات، شاركت باردو في عدد من أبرز الأفلام الفرنسية، من بينها دراما "الحقيقة" لهنري-جورج كلوزو (المرشّحة لجائزة أوسكار)، وVery Private Affair للويس مال إلى جانب مارسيلو ماستروياني، و"الازدراء" لجان-لوك غودار. وفي النصف الثاني من العقد، خاضت تجارب سينمائية في هوليوود، من بينها Viva Maria!، وهي كوميديا تاريخية تدور أحداثها في المكسيك مع جان مورو، وShalako، وهو فيلم ويسترن شاركها بطولته شون كونري.

وبالتوازي مع مسيرتها السينمائية، خاضت باردو تجربة موسيقية، سجّلت خلالها النسخة الأصلية من أغنية سيرج غينسبورغ Je T’Aime… Moi Non Plus، التي كتبها لها أثناء علاقة عاطفية خارج إطار الزواج. غير أنها طلبت من غينسبورغ عدم إصدارها خوفًا من الفضيحة بعد علم زوجها آنذاك غونتر زاكس بالأمر، ليُعاد تسجيل الأغنية لاحقًا بصوت جين بيركين وتحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا.

ومع مرور الوقت، عبّرت باردو عن انزعاجها المتزايد من ضغوط الشهرة، وقالت في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" عام 1996: "الجنون الذي كان يحيط بي بدا لي دائمًا غير واقعي. لم أكن مستعدة حقًا لحياة النجومية".

وفي عام 1973، اعتزلت التمثيل نهائيًا عن 39 عامًا، بعد فيلم The Edifying and Joyous Story of Colinot.

ومنذ ذلك الحين، كرّست حياتها للدفاع عن حقوق الحيوانات، فشاركت في احتجاجات ضد صيد الفقمات عام 1977، وأسست "مؤسسة بريجيت باردو" عام 1986. كما وجّهت لاحقًا رسائل احتجاج إلى قادة دوليين بشأن قضايا شملت إبادة الكلاب في رومانيا، وقتل الدلافين في جزر فارو، وذبح القطط في أستراليا، إضافة إلى مواقف حادّة بشأن الذبح الديني للحيوانات.

وفي عام 2003، عرض كتابها A Cry in the Silence مواقف يمينية متشددة، وهاجم مثليي الجنس والمعلمين وما وصفته بـ"أسلمة المجتمع الفرنسي"، ما أدى إلى إدانتها بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية.

وكانت باردو من الداعمين منذ فترة طويلة لـ"الجبهة الوطنية" الفرنسية، التي تغيّر اسمها لاحقًا إلى "التجمع الوطني".

وفي عام 2006، قالت في رسالة إلى وزير الداخلية آنذاك نيكولا ساركوزي إن السكان المسلمين في فرنسا "يدمّرون البلاد بفرض ممارساتهم".

وتزوّجت باردو أربع مرات: من روجيه فاديم بين عامي 1952 و1957، ومن جاك شارييه بين 1959 و1962، وأنجبت منه ابنها نيكولا عام 1960، ومن غونتر زاكس بين 1966 و1969، ثم من برنار دورمال، المستشار السابق لجان-ماري لوبان، عام 1992. كما ارتبط اسمها بعدد من العلاقات البارزة، من بينها مع جان-لوي ترينتيغنان وسيرج غينسبورغ.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :56934 الأحد ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :54018 الأحد ٢٨ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :53050 الأحد ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥