جوزف أبي ضاهر ينشر حديثا خاصا مع الرئيس ألفرد نقاش
يفتح الأستاذ جوزف أبي ضاهر دفاتر ماضيه ليروي في هذه الحلقة من "ذكريات" مقابلة مع الرئيس ألفرد نقاش حان وقت نشرها.
الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١
ذكريات يفتح الأستاذ جوزف أبي ضاهر دفاتر ماضيه ليروي في هذه الحلقة من "ذكريات" مقابلة مع الرئيس اللبناني ألفرد نقاش (١٩٤١-١٩٤٣) حان وقت نشرها. جاء في مقالة أبي ضاهر لليبانون تابلويد: جوزف أبي ضاهر-كلّهم «يعني كلّهم» يريدون القبض على سارقي مال الشعب... وسارقي النّوم من عينيه قبل صلبه بـ «المقلوب» على جلجلة جوعه وضياع جنى عمرٍ «طار» إلى البعيد حتّى لا يرى نفسه تغرق في رمادها. في لقاء وحيد مع الرئيس ألفرد نقّاش (1973)، تمنّى ألاّ يكون «حديثنا» للنشر... وما كان حديثًا، هو روى وأنا سمعت، واحتفظت بالأمانة ولوقت فُكَّ فيه سحر الوعد. قال: «في أشدّ حالات الضيق، بسبب الحصار الذي فُرض على الموانئ اللبنانيّة في سنوات رئاستي، كان همّي منصبًّا على تأمين الخبز اليومي إلى جميع اللبنانيّين. يومها وصلتني شكوى تفيد بوجود تلاعب في القمح الذي يُسلّم إلى المطاحن في طرابلس، فيُمزج بحبوب مختلفة، ويُسلّم من دوائر الإعاشة. وكان بين أبرز أصحاب هذه المطاحن وزير استدعيته إلى مكتبي. قدّمت له ورقة بيضاء وطلبت منه كتابة استقالته من الوزارة... فاستقال. هل مَن يفعل هذا اليوم؟» ... وأما في الإدارة فاجتهدنا لاختيار الأكفاء من أصحاب الخبرة والنزاهة للوظائف الرئيسة: «بلغني أن موظّفًا كبيرًا في وزارة المال كان لا يبتّ بملف إلا إذا قبض رشوة. أرسلت غير مفتّشٍ للاستفسار، فأكّدوا لي صحّة الشكوى، وعوض أن أطلب فتح تحقيق بالأمر، استدعيت الموظف إلى مكتبي فحضر وهو بحالة خوفٍ ظاهرة. أمرته بأن ينجز جميع المعاملات المتأخرة في مدّة 24 ساعة، وإلا يعتبر نفسه مطرودًا من الوظيفة. حاول شرح الصعوبات، فقاطعته: لا أطلب منك شرحًا بل آمرك. لديك 12 ملفًا في أدراجك عليك أن تنجزها حالاً... وبعد انقضاء أربع ساعات أنجزت جميع الملفات، ووصل صدى هذه الحادثة إلى كلّ دوائر الدولة، فشعر كلّ موظف بأنه مراقب، وتناقلت الصحف ما حدث، فعلّق أحد الصحافيّين: «في عهد النقّاش لا خيمة فوق رأس سارق». الزمن تبدّل، والتقارير المحليّة والعالميّة أكدت بما لا يقبل الشكّ أن جميع دوائر الدولة صارت ساحات لـ: «نصب الخيم». الصور: الرئيس النقّاش... وتوقيعه. josephabidaher1@hotmail.com
