أنهى الموفد الأميركي توم براك جولته الثالثة في لبنان باعترافه بصعوبة مهمته مبقيا باب الأمل مفتوحا لنهاية مجهولة.
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠٢٥
أنطوان سلامه- يتخوف المتخوفون من أن يسقط اتفاق وقف الاعمال العدائية الإسرائيلية في ازدواجية التزامن بين الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة حديثا نتيجة حرب المساندة وبين حصرية السلاح كما سقط اتفاق ١٧ أيار نتيجة الطرح الاسرائيلي المتطرف(مناحيم بيغن وارييل شارون) بين تزامن الانسحابين الإسرائيلي والسوري من لبنان. ومع الفارق الكبير بين طبيعة الحدثين وظروفهما، فإنّ الرئيس حافظ الأسد الذي كان أبرز معارضي اتفاق ١٧ أيار أسقطه بقوة النار من خلال ذراعه العسكري حركة أمل في انقلاب مسلح زاد الانقسام الداخلي حدة في حروب بيروت والجبل العام ١٩٨٤ "كمنعطف جديد وحاسم في تاريخ الحرب اللبنانية " كما يذكر الرئيس أمين الجميل في مذكراته "الرئاسة المقاومة". كان الرئيس أمين الجميل يحظى داخليا بمظلة محلية واسعة من الرئيس كامل الأسعد الى نادي رؤساء الحكومة وعلى رأسه صائب سلام الذي لعب دورا بارزاً في تأمين المظلتين العربية والسعودية للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، ويكشف صائب سلام عن دوره الجانبي في هذه المفاوضات في مذكراته التي تكشف عن حماسته ليس في تأمين اتفاق سلام مع إسرائيل بل في إنجاز انسحابات الجيوش المحتلة من الأراضي اللبنانية، ويلفت في سرد سلام لحوادث هذه المرحلة أنّه يكتب سلبا في توصيف أدوار مُسقطي الاتفاق فيصف الرئيس نبيه بري ب"المغرور" ووليد جنبلاط ب"الارعن" والرئيس سليم الحص ب "المعقّد" ويُعيبُ الرئيس شفيق الوزان "ضعفه" السياسي وأنّه "ضحية" تصرفات الرئيس الجميل في حين اعتبر أنّ المفتي حسن خالد "أبدى من الحكمة والروية ما أصبح معروفا عنه في تصرفاته الأخيرة". وفي خلاصة شهادات من تابع المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية المباشرة في عهد الرئيس أمين الجميل أنّ نقطة ضعف المفاوض اللبناني أنّه ذهب ضحية طرح "تلازم" الانسحابين، إضافة الى عامل إقليمي ضاغط وهو رفض الرئيس حافظ الأسد أي اتفاق بين بيروت وتل أبيب معتبرا أنّ هذا الاتفاق ضربة استراتيجية كبرى لدمشق. من المفيد جدا للرئيس جوزاف عون أن يقرأ جيدا مذكرات الرئيسين أمين الجميل وصائب سلام عن هذه المرحلة اذا ما كانت الحساسيات تمنعه من استشارة الرئيس الجميل والاستماع الى رأيه الذي يكون أفضل بالتأكيد، وأكثر خبرة، من عدد كبير من مستشاريه، أو يستعيض بأخذ شهادة الوزير ايلي سالم الذي لعب دورا مهما في تلك الفترة. يجد المراقب نفسه يقارن بين عهدي الرئيسين أميل الجميل وجوزاف عون، لا لجهة طبيعة المفاوضات من أجل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، بل لجهة عاملين من التفخيخ: يتمثل العامل الأول في طرح مبدأ التزامن، سابقا، بين الانسحابين الإسرائيلي والسوري، وحديثا بين الانسحاب وحصرية السلاح. يتمثّل العامل الثاني في أنّ من قاد الانقلاب العنيف على اتفاق ١٧ أيار هو النظام السوري الذي استغل عنصر تدرج الوقت لينقلب ليس فقط على الاتفاق المذكور الذي تضمّن نقاطا متقدمة على " تنازلات" اتفاق الترسيم البحري برعاية الثنائي الشيعي، بل ليؤسس لانقلاب سياسي أنهى مرحلة طويلة من تاريخ ما يُعرف "بالمارونية السياسية" لصالح "الشيعية السياسية" مدعومة من النظامين السوري والإيراني، وهذا منعطف اتضحت معالمه في تنفيذ اتفاق الطائف وفي المرحلة التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يعترف الرئيس أمين الجميل بأنّ اتفاق ١٧ أيار ١٩٨٣ " أوشك أن يصبح الغاؤه الصريح حجة أو شرطا من شروط تطبيع العلاقة مع دمشق، وبالتالي إحياء الوفاق الوطني اللبناني"، ومن المفارقات التاريخية أنّ السعودية، في هذه اللحظة من التحولات، تدخلت للتسوية في ما يُعرف بمبادرة " النقاط الثماني" فانفتحت أمامه طريق دمشق (٢٩شباط ١٩٨٤) وأبواب الحوارات الداخلية. وكما وقع الرئيس أمين الجميل ومؤيدوه في فخ ازدواجية الانسحابين، يجد الرئيس جوزاف عون عالق في ازدواجية جديدة في مقاربة وقف الأعمال العدائية ربطا بنشر لبنان قواته العسكرية والأمنية الرسمية على جميع الحدود، وأيضا بدء وقف الأعمال العدائية بأن "تسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي الى جنوب الخط الأزرق ، وفي الوقت ذاته، ستقوم القوات المسلحة اللبنانية بنشر قواتها في المواقع المحددة في منطقة جنوب الليطاني...وستبدأ في تنفيذ(السلطات اللبنانية) التزاماتها ...في تفكيك المواقع والبنى التحتية غير القانونية ومصادرة الأسلحة والمعدات ذات الصلة". ويشدد الاتفاق الجديد على آلية "تنسيق تنفيذ خطة مفصلة للانسحاب التدريجي والنشر بين قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، على أن لا يتجاوز ذلك 60 يوماً." مضت هذه المرحلة الزمنية المحدودة من دون تطبيق ميداني كامل، وينشط الموفد الأميركي توم براك في توحيد قراءة بنود الاتفاق في وقت يستعيد لبنان تجربته المرّة في وقوعه بين الكماشة الاسرائيلية والإيرانية التي حلّت مكان النظام الأسدي. وفي الحالتين من التاريخ، تجد رئاسة الجمهورية نفسها في عجز عن التوفيق بين السلم الأهلي وبين تأمين السيادة الوطنية من دون إراقة دم، وهذا ما فشل الرئيس أمين الجميل في تفاديه في بيروت والجبل، وهذا ما يهدّد عهد الرئيس جوزاف عون بأن ينضم الى عهد الجميل في أن يكون ضحية الصراع الإقليمي الأكبر، وهذه المرة، هو الصراع بين اسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويبقى السؤال المحيّر، أين يقف الرئيس نبيه بري بطل الانقلاب على اتفاق ١٧ أيار وهو العارف جيدا نقاط ضعف الاتفاق المذكور وثغرات تفجيره، وهل ذهب سريعا في اعداد اتفاق وقف الاعمال العدائية والتوقيع عليه تاركا إسقاطه لمرحلة تالية تهيئ للثنائي الشيعي المدعوم إيرانيا الظروف للانقلاب عليه في لعبة الازدواجيات القاتلة والمحيية في آن واحد؟ هذا هو السر في هذه المرحلة. ويكمن السر أيضا في اصرار الموفد الاميركي توم براك على تنفيذ القانون اللبناني في حصرية السلاح، وربما في هذه النقطة يطوّق محاولات نسف اتفاق وقف الاعمال العدائية أو يتقاطع موقفه مع موقفي الرئيسين عون ونواف سلام....
أنهى الموفد الأميركي توم براك جولته الثالثة في لبنان باعترافه بصعوبة مهمته مبقيا باب الأمل مفتوحا لنهاية مجهولة.
يتابع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر اطلالته الأسبوعية على قرائه كل يوم اثنين بخواطر تمزج السياسي والاجتماعي والوجداني في نص يحمل بصمته الخاصة.
نشرت وسائل اعلام غربية تقارير عن استمرار ايران بتسليح أذرعها العسكرية في المنطقة من خلال الوسائل التقليدية.
تحت عنوان ثابت: "تحت الضوء"، يفتح ليبانون تابلويد صفحاته للأستاذ جوزيف أبي ضاهر، كل اثنين،ليكتب لمحبيه الكثر ما يطيب.
هدد شيخ من حزب الله من يطالب في الداخل اللبناني بنزع سلاح الحزب بنزع أرواحهم.
يستعد آلاف اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم هذا الأسبوع بموجب أول خطة مدعومة من الأمم المتحدة تقدم حوافز مالية.
أطل رئيس الحكومة نواف سلام في مؤتمره الصحافي بعد لقائه الموفد الأميركي توماس باراك منفعلا ومشتت الأفكار.
ينشر ليبانون تابلويد محضر محادثة الرئيس سليمان فرنجية مع وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر استنادا الى الأرشيف الأميركي الرسمي.
تناقضت المعلومات بشأن ردّ"الترويكا" على الورقة الأميركية بشأن حصرية السلاح.
نقلت وكالة رويترز عن مصادر أنّ حزب الله وافق على تسليم جزء من سلاحه للدولة.