سجلّت المقاومة الاسلامية في لبنان سابقة إطلاق حرب من أجل قضية ثانية.
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤
أنطوان سلامه- لم يسبق أن استدرجت مقاومة عدوّها في التاريخ بعد تحقيق أهدافها باستثناء "المقاومة الإسلامية في لبنان" التي حققت التحرير العام ٢٠٠٠ واستتبعته بتحرير الأسرى في العام ٢٠٠٦ وبقيت أراض محدودة تحت الاحتلال الإسرائيلي مختلف على هويتها دوليا ، فغابت المقاومة العسكرية لتحريرها لاعتبارات عدة، بينما سارت المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بواسطة دولية. لم يحدث أيضاً أنّ مقاومة في التاريخ تُعيد المواجهة مع العدو لقضية لا تتعلّق بالقضية الأساس وهي تحرير الأرض. ابتكارُ فتح جبهة الجنوب لمساندة مقاومين آخرين جديدة في القاموس التاريخي. انتهت المقاومة الفرنسية ضدّ الاحتلال الألماني في يوم النصر الأوروبي في العام ١٩٤٥. انتهت المقاومة الفيتنامية بسقوط سايغون بعدما انسحب الجيش الأميركي بالكامل من الأراضي الفيتنامية في صيف العام ١٩٧٣. انتهت بتحقيق الأهداف، المقاومةُ الجزائرية ضدّ فرنسا والمقاوماتُ الليبية والمصرية والعراقية ضدّ الاستعمار البريطاني. تبقى المقاومة الفلسطينية هي المقاومة الأطول عمراً لاحتلال إسرائيلي يتوسّع بدل أن يتقلّص، وهي مقاومة مشروعة طالما الأرض محتلة. قامت الدول الاستقلالية عموما في القرن العشرين على جهود المقاومات المتعددة الأوجه والوسائل، حتى في العراق تصدرّت الحكومة العراقية واجهة التفاوض مع الجيش الأميركي من أجل الانسحاب أو إعادة التموضع شرعياً، اندمجت فصائل الحشد الشعبي نسبياً في الأجهزة الرسمية. وحدها المقاومة الإسلامية في لبنان تخطت الأعراف والوقائع واستمرت في خوض صراعات لا تمّت بصلة الى هدف تحرير الأرض الوطنية ، في الحرب السورية لها دور عابر للحدود، وفي اليمن ، وفي كل قضية إسلامية شيعية كالبحرين... من المبكر اكتشاف الأسرار التي دفعت قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان الى استعادة المواجهة مع عدو انسحب من الأراضي اللبنانية ،وأُبرم اتفاق معه في قرار أمميّ (١٧٠١ )،ورُسمت الحدود البحرية بعد اتفاق إطار أعلنه أحد قادة المقاومة نبيه بري لتُستكمل مفاوضات الترسيم البري أملاً في تحويل الخط الأزرق الى حدود نهائية. في ظل التفاوض الديبلوماسي فتحت المقاومة الإسلامية في لبنان جبهة الجنوب لقضية لا تتعلّق بالتحرير وترسيم الحدود بل بقضية أخرى تحمل أيضا أسراراً في جدوى العملية التي نفذتها فصائل فلسطينية اسلامية في غلاف غزة. في النتائج، عاد العدو لمرحلة ما قبل التحرير في هجمات وحشية على لبنان. وكما تهدمت غزة ويتباهى المؤيدون لحماس والجهاد الإسلامي أنّ المقاومة وفكرتها عصيّة على الإلغاء، فإنّ المقاومة الإسلامية في لبنان مطروحة في ظل التباسات عدة وسابقة تاريخية في خوض الحرب عن قضية ثانية . لم يدفع شعب غير الشعب اللبناني ثمن مساندة قضية ثانية بهذا القدر من الدم والدموع.
في لحظة إقليمية مكتظة بالتغيّرات بعد «طوفان الأقصى»، تبرز الحاجة إلى قراءة متأنّية لمساري السعودية وإيران، ومدى انعكاس هذين المسارين على الساحة اللبنانية .
تضيق هوامش المناورة أمام حزب الله في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها الضغوط المالية والسياسية والعسكرية، بينما لبنان بأسره يبدو عالقاً في الكماشة.
نشرت وكالة رويترز تحقيقا بعنوان"مصادر: إسرائيل تطلب من جيش لبنان تكثيف البحث عن أسلحة حزب الله".
لطالما جذبت مشاركة المجنسين في الانتخابات النيابية المراقبين لتحديد نسبة تأثيرهم على النتائج.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.
بعد نكسة حزب الله وبيئته، يطلّ علي لاريجاني بصفته المبعوث الإيراني في مهمة تمزج الأمن بالسياسة لإعادة الإمساك بخيوط النفوذ الإيراني في لبنان.
تزامنا مع مهمتي أورتاغوس ورشاد نشرت رويترز معلومات عن تفكيك الجيش مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان.
بينما تصوغ العواصم العربية رؤيتها الجديدة للسلام والأمن، ما زال لبنان يتخبّط في خطابٍ تخطاه الزمن بتطوراته العميقة.