لم ينحصر استغلال الأطفال في الشوارع فقط بل انتقل الى وساذل التواصل الاجتماعي خصوصاً التيك توك.
الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥
سيلينا كريدي- كشفت الطبيبة النفسية إليان نجيب، المتخصصة بالعلاج النفسي في لبنان، عن أنّ الأطفال الذين يُستغلون من قِبل أهلهم في الشوارع أو عبر تطبيق "تيك توك"، يعانون أكثر من أولئك الذين يتم الاتجار بهم من قِبل غرباء. وتعبّر الناشطة على تيك توك "ك.ن."عن معاناتها في حديث خاص لليبانون تابلويد بالقول:"والدتي لا تمانع أن أستمر في العمل على تيك توك." هذا ما قالته ك.ن. البالغة من العمر 20 سنة. هي صاحبة محتوى على التيك توك وتركت دراستها بعدما أن رسبت أكثر من مرّة في المدرسة. بحسب قولها:"أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عامًا، بدأت صفحتي على تيك توك منذ 5 سنوات بسبب الوضع المالي السيء لعائلتنا. شخصيًا، لا أتذكر أي ذكرى من طفولتي. لم أكن مثل باقي الأطفال ألعب وأمرح معهم. لم أبنِ ذكريات في طفولتي، لا مع أصدقائي ولا مع والديّ. لم أشاهد السينما ولا ألعب ألعابًا مع أصدقائي. كنت دائمًا خلف الشاشة أفتح البث المباشر على تيك توك وأرد على التعليقات السلبية. وحتى الآن، كبالغة مراهقة، لا أملك أصدقاء لأتحدث معهم، بمعنى آخر، لا أعرف حتى كيف أبني صداقات. إذا خرجت لقضاء يومي خارج المنزل، أقضي كل الوقت على هاتفي لصنع فيديوهات على تيك توك أو على وسائل التواصل الاجتماعي. تابعت:"أنا وأمي نفتتح بثًا مباشرًا طوال النهار والليل، ونتوقف فقط عندما نحصل على كمية جيدة من الهدايا والمال. مضموني هو الرقص والغناء والتعاون مع المتاجر الإلكترونية، ولدي 121.3 ألف متابع. أنا وأمي دائمًا نتشاجر خلال البثوث المباشرة ونبدأ بالصراخ على بعضنا البعض." "أنت مريضة نفسيًا"، "ك.ن. هي أقبح فتاة على الأرض"، "هل ترتدين حفاضة؟"، "نانو وك.ن. أغبياء"... "هذه أكثر التعليقات التي نتلقاها أثناء البثوث. أحيانًا يسخرون من صوتي وطريقة كلامي. بسبب ذلك، ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة لأتأكد إن كان هناك مشكلة في أوتار صوتي. لكن يبدو أن صوتي طبيعي ولا أستطيع تغييره." أثناء البثوث لجمع المال، ينضم مؤثرون يسخرون منهم ويستغلون ضعفهم. بالإضافة إلى إستغلالهم على الطرقات, للأسف وصلنا في لبنان وباقي دول العالم إلى نوع أخر من الإستغلال وهو عبر مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة التيك توك. ك.ن مثلا عن ما يتعرضونه الأطفال على هذه المواقع. ما الفرق بين إستغلال الأطفال والإتجار بهم؟ في العالم الحديث، يحدث استغلال الأطفال بأشكال مختلفة، وهناك فرق واضح بين استغلال الأطفال والاتجار بهم. فوفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2020، فإن الاستغلال من قبل الوالدين يتم غالبًا عبر السيطرة المباشرة داخل الأسرة، بينما يشمل الاتجار بالأطفال وجود جهات خارجية مثل المهربين أو الشبكات الإجرامية التي تنقل الأطفال بهدف الاستغلال، غالبًا عبر الحدود. لم يعد الأطفال يعملون فقط في الشوارع، بل باتوا يُستغلون عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، سواء من قبل أولياء أمورهم أو من قبل المهربين. في لبنان، على سبيل المثال، كشفت تقارير محلية في مايو 2024 عن عصابة تضم نحو 30 شخصًا، بينهم مؤثر على تيك توك، متهمين بالاعتداء الجنسي على حوالي 30 طفلًا، حيث استُخدمت المنصة لجذب الأطفال واستغلالهم. وأظهر تحقيق تلفزيوني أن تيك توك لا يقتصر على القضايا المتعلقة بالفساد أو الاعتداء، بل شهد ظهور ظاهرة جديدة تدعو إلى ممارسة العنف الجسدي والنفسي ضد المستخدمين، مقابل تلقي هدايا مالية خلال البث المباشر. تعتمد منصات تيك توك على الهدايا الافتراضية التي يرسلها المشاهدون مثل الورود والماس، والتي يمكن تحويلها إلى أموال حقيقية، ويُطلب من الأطفال والمستخدمين أحيانًا تنفيذ تحديات صعبة أو خطيرة لزيادة عدد الهدايا والدخل خلال البث المباشر. كما توفر الاشتراكات والمحتوى الحصري والرعايات مصادر دخل إضافية. يؤكد خبراء التكنولوجيا والجرائم الإلكترونية أن الكثير من الأطفال في لبنان يُستغلون من قبل والديهم أو مهربين بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وأن تيك توك يتحول تدريجيًا إلى منصة للاستغلال والاتجار بالأطفال، مما يعرض سلامتهم الجسدية والنفسية للخطر بسبب التحديات الخطيرة التي يواجهونها خلال البث المباشر. من يعاني أكثر: الأطفال المُستغلون أم الأطفال المُتاجر بهم؟ بحسب الطبيبة النفسية إليان نجيب، المتخصصة بالعلاج النفسي في لبنان، فإن الأطفال الذين يُستغلون من قِبل أهلهم في الشوارع أو عبر تطبيق "تيك توك"، يعانون أكثر من أولئك الذين يتم الاتجار بهم من قِبل غرباء. وتشرح الطبيبة بأن الشخص عندما يعاني من الألم لفترة طويلة، يبدأ بالتعود عليه، ليصبح جزءًا من هويته. وكلما طال الألم، كلما طبع شخصية الطفل بشكل أعمق. وتتابع قائلة: "حين يتحول الألم إلى جزء من الهوية، يصبح من الصعب أن تتعرّف على نفسك من دونه. وعندما يتوقف الألم، لا يشعر الشخص بالراحة، بل بالضياع، لأنه لا يعرف من يكون من دونه. ويزداد الوضع سوءًا عندما يكون مصدر الألم هو شخص تحبه". وهنا، يتشابك مفهوما الحب والألم داخل الذهن، بحيث يصبح الشخص يتوقّع الألم مع كل شعور بالحب، ويبدأ في تقبّل الألم كدليل على الحب، مما يخلق حلقة مؤذية ومشوهة. في حالة الطفلة ك.ن. ، تقول الطبيبة إن والدتها تمارس عليها الألم والإهانة والصراخ حتى خلال البث المباشر، فتربط الطفلة بين الحب والأذى. وتوضح الطبيبة أن هذا الربط المدمر لا يجب أن يكون طبيعيًا أبدًا. وأضافت أن من أهم مقومات نمو الطفل السليم وجود شخصية مرجعية ثابتة وآمنة (مقدم رعاية) تمنحه شعورًا بالأمان ليتمكن من استكشاف العالم وتكوين الثقة. أما في حال غياب هذه العلاقة، فقد يعاني الطفل من اضطراب التعلّق التفاعلي (RAD)، ويظهر ذلك في الانسحاب العاطفي أو العدوانية، كما يحدث مع أطفال الشوارع أو مع س.ن. وتشرح البيبة إليان نجيب، أن أطفال الشوارع غالبًا ما يكونون عدوانيين، يُصرّون على بيع الورود للناس رغم الصراخ عليهم، لأنهم لم يتعلموا كيف ينظمون مشاعرهم. والأمر نفسه ينطبق على ك.ن. التي تصرخ على والدتها خلال البث وتقول لها: "سأخبر أبي بما تفعلين في البثوث، لا يعلم أنك تفتحين بثًا مع شباب وتقولين كلمات غير لائقة"، ما يعكس غياب التعلّق الآمن، وضعف الدعم العاطفي. عندما يُقابل شعور الطفل من قِبل الأهل بالتعاطف والاحترام، يتعلم الطفل أن مشاعره مهمة، مما يعزز ثقته بنفسه. وتضيف الطبيبة أن البيئة الآمنة والمتوقعة أمر ضروري، فهي تقلل من القلق وتساعد الطفل على التركيز على النمو بدلاً من البقاء في وضعية "البقاء على قيد الحياة". والتفاعل الاجتماعي مهم جدًا لتعلم القيم والسلوكيات الاجتماعية، إلا أن أطفال الشوارع يعانون من العزلة، لأن من يتعامل معهم غالبًا ما يتجاهلهم، ظنًا بأن المال الذي يجمعونه سيذهب لوالديهم أو للمهربين، وهم بدورهم قد يضربون الأطفال أو يُجبرونهم على الطاعة. وتلفت نجيب إلى أن عبارات مثل "أريد أن أصبح طبيبًا" التي يرددها بعض الأطفال في الشوارع، غالبًا ما تكون محفوظة بإلحاح من الأهل لاستعطاف الناس. وتوضح أن س.ن. تعاني أيضًا من ضعف في التفاعل الاجتماعي، إذ تتعرض للتنمر باستمرار في البثوث، حتى من قبل والدتها. وتشدد الطبيبة على أهمية "الانضباط الإيجابي" ووضع حدود واضحة للأطفال، إلى جانب تقديم نماذج سلوكية إيجابية تساعدهم في تنظيم مشاعرهم. وتقول إن أطفال الشوارع أو الذين يعملون على وسائل التواصل لا يمتلكون هذه القدوة، وبالتالي لا يستطيعون تنظيم مشاعرهم. وتؤكد أيضًا على أهمية اللعب والاستكشاف، لأنهما يعززان الإبداع والقدرات المعرفية والاجتماعية، إلى جانب ضرورة تشجيع الاستقلالية، ومنح الأطفال الفرصة لاتخاذ قرارات ضمن بيئة آمنة. كما أن التعليم والوصول إلى الموارد التعليمية هو من الحقوق الأساسية، وغيابه قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة لاحقًا في الحياة. وتوضح الطبيبة أن غياب هذه العناصر الأساسية في حياة الطفل قد يؤدي لاحقًا إلى مشكلات نفسية عميقة مثل اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)، أو الاضطراب المعقد لما بعد الصدمة (C-PTSD)، وحتى الاكتئاب الحاد (MDD). وتضيف: "يمكنك رؤية هذا الحزن في عيون أطفال الشوارع. فهم لا يعيشون، بل فقط يحاولون النجاة. يعيشون مثل الحيوانات في وضعية بقاء فقط". وتوضح أن الأطفال، سواء كانوا مستغلين من قبل أهاليهم أو من قِبل مهربين، جميعهم معرضون لهذه الأضرار النفسية. وتشير إلى أن الطفل الذي يعيش خلف الشاشة، مثل س.ن.، يصبح أكثر هشاشة عاطفيًا بسبب التعرض المستمر للتنمر، ما يضعف شخصيته بشكل كبير. وتختم الطبيبة إليان نجيب بقولها: "كلما رأيت طفلًا يعمل، أتساءل: هل يعرف هذا الطفل أن له حقوقًا في هذا العالم؟ هل يعرف أنه يُستغل؟ هل يعرف أنه ليس من المفترض أن يكون مصدر دخل لعائلته؟ هل يعرف أنه من حقه اللعب والتمتع بطفولة آمنة؟". وتؤكد أن كل شيء يبدأ من الطفولة. الطفل الذي ينشأ في بيئة صحية، حتى وإن واجه مصاعب لاحقًا، سيتمكن من تجاوزها، لأنه تَربى بشكل سليم منذ البداية."
صدر العدد الجديد من مجلة المشرق الالكترونية خُصّص للحرب على غزة.
يسترجع الاستاذ جوزيف أبي ضاهر ذكرياته في انطلاقة ال بي سي ومواكبته لمسارها في الانجاز الاعلامي العميق.
خطت الادارة الاميركية خطوة عبرّ فيها عن الرضا تجاه السلطة اللبنانية والجيش اللبناني.
سرت على مواقع أميركية أخبار عن الغاء الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة مبكرة له الى واشنطن بسبب الضربة الاسرائيلية لقادة حماس في الدوحة.
يتذكر الاستاذ جوزيف أبي ضاهر السيدة زلفا شمعون بصورتها البهيّة والمضيئة .
نعرض لقراء ليبانون تابلويد تقريرا عن حوار جرى بين شباب من حلب عن واقع المسيحيين في سوريا كما جاء في سياق عفوي.
يتذكر الاستاذ جوزيف أبي ضاهر الامام موسي الصدر يوم كانت اللقاءات وطنية بامتياز.
يسود الترقب الأجواء السياسية في لبنان بانتظار ما سيصدر عن جلسة الحكومة المقررة الأسبوع المقبل.
يواصل الاستاذ جوزيف أبي ضاهر رسم مشاهد حياتية خاصة بأسلوبه الخاص.
يواصل حزب الله حملته في الدفاع عن سلاحه معتبرا انه لا يزال قادرا على حماية لبنان.