اعتُبر قرار الحكومة بحصرية السلاح مفصليا بتكليف الجيش اللبناني وضع خطّة لحصر السلاح قبل نهاية العام.
الثلاثاء ٠٥ أغسطس ٢٠٢٥
أنطوان سلامه- كبُر حجم حزب الله المحلي والإقليمي وحتى الدولي بشكل صار حجمه يغطي أخطاءه ويُذيبها . لن نتحدث عن خطأ حزب الله في فتح جبهة الجنوب مسانداً حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة بعد عملية طوفان الأقصى. يُقاس هذا الخطأ بالنتائج الكارثية التي حصلت، في الجنوب وفي كل لبنان، وفي تفكيك بنيته العسكرية ووضعها تحت النيران الاسرائيلية من دون أي مقاومة فاعلة. نستذكر أخطاء الحزب في "شويا"(٢٠٢١) بعد فتحه معركة القصف المتبادل مع إسرائيل في " الأرض المفتوحة" أيّ التقاصف في ارض غير سكنية، وقد اعترف الحزب بأنّ "المقاومين" لدى عودتهم من "عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم"، كشف هذا الحادث، بعد مشاركة الحزب في الحرب السورية، أنّه اقترف أول خطأ ميداني بحجم كبير، كشف خللا في تنفيذ مهماته العسكرية ، وهو خلل غير مسبوق، حاول تذويبه في بيان يشدد على أنّ "المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه". وتوالت الأخطاء الميدانية في خلدة، في معركة الحزب مع العشائر، وما تكبده من خسائر بشرية استتبعها بخسائر أخرى في الطيونة-عين الرمانة. لم يستوعب الحزب المتغيرات في موازين القوى المحلية والإقليمية بعد عملية طوفان الأقصى، فدفع مناصريه لإغلاق الطرق في العاصمة، احتجاجا على قرار الحكومة" منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في المطار"، فاستعملت القوى اللبنانية الشرعية لأول مرة "القوة" ضدّ مناصريه لتفريقهم. استطاع حزب الله تحجيم ردعه على طريق المطار، بالاندفاع الى مزيد من استحضار أدوات تخطاها الزمن، كمثل "غزوة " بيروت والجبل، أو باستعماله "جيوش الموتوسيكلات" أو عناصر تهدّد بهتافات "شيعة شيعة شيعة"، فلجأ في الساعات الماضية الى "القمصان السود" ومسيرات الدراجات التي ترفع الاعلام الحزبية والشعارات المذهبية، تزامناً مع تصعيد في المواقف السياسية التي تجمع في الخطاب الواحد " الترهيب" و"الترغيب" بتثبيت السلم الأهلي من خلال "الوحدة الوطنية" التي تحدّد قياداته عناوينها ومضامينها. أهم الأخطاء كانت في شويا حيث ظهر خلل في القيادة الميدانية في الحزب، وحصل أول طلاق عملي بين الحزب والبيئة التي يتحرك فيها. هذا الطلاق، توسعت دائرته، في فتحه منفردا جبهة الجنوب للمساندة، ولا يزال يتوسع ليرتفع الى مستويات سبّاقة، الى رئاستي الجمهورية والحكومة والسلطة الإجرائية، وأكثر من نصف أعضاء مجلس النواب. أخطأ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مخاطبته قيادتي السلطة التنفيذية بهذا التعالي الكبير وكأنّه "مرشد الجمهورية" حيث موقعه أعلى من قصر بعبدا والسراي الكبير. وأخطأ الحزب في تجييشه "ركاب الموتوسيكلات" أو تغطية استعراضاتهم المثيرة، متناسيا ما تعرض له مناصروه على طريق المطار حيث واجهوا القوى الأمنية الشرعية، وهذا ما سيُعاد إذا تمادى المناصرون في "الشغب" فستكون المواجهة هذه المرة مع "الذراع الأمني للدولة" لا مع مجوعات حزبية كما حدث في بيروت والجبل في أيار العام ٢٠٠٨. وبحكم أنّ قوة الحزب تقلّصت بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل، فإنّ أخطاءه السياسية والأمنية كُشفت، ولم يعد هناك من مجال لطمسها بحجمه الكبير، نتيجة عوامل عدة ، منها أنّ موقعه تراجع في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولم يعد يملك إمكانات اجتياح الطوائف والكيانات السياسية بل أصبح في مواجهة مباشرة مع الدولة، وسيتحدد حجمه أكثر حين ينتقل لبنان من مرحلة إقرار الحكومة رسميا مبدأ حصرية السلاح هذا العام، الى مرحلة التنفيذ. أما خطابه عن ردع إسرائيل، وتوازن الرعب" فانهارت مداميكه بعد اغتيال قادته التاريخيين والخرق الاستخباراتي العميق ، في بنيته العسكرية، وفي إدارة عملياته العسكرية، في عملية "البيجر" التي أظهرته على حقيقته في الواقع لا في الخطاب ولا في الاستعراض في الشوارع وعلى شاشات التلفزة... ولعل الخطأ الأكبر الذي اقترفه حزب الله أنّه فشل في المحافظة على زوايا "هيمنته" بسحب مجلس الوزراء بحضور رئيس الجمهورية "شرعية سلاحه"، وفقد أيضا المظلة الرسمية بابتعاد خطاب أركان الدولة عن خطابه المعروف. انتقلت مفردات الخطاب الرسمي الى قاموس آخر... وفي علم المفردات ومعانيها ورموزها، لا يمكن القفز فوق تبديل اسم جادة حافظ الاسد باسم زياد الرحباني.
في «لقاء تنسيقي» عقد في بلدة المصيلح أطلق رئيس البرلمان نبيه بري ما وصفه بـ«البداية من أجل وضع خطة للبدء بإعادة الإعمار».
يتأرجح لبنان بين اتجاهي التفاوض مع اسرائيل والاصرار على المواجهة باللحم الحيّ.
يقف لبنان عند مفترق خطير، تتنازعه قرارات متناقضة بين سلطةٍ تريد التهدئة ومقاومةٍ تتهيّأ للاحتمالات كلها، فيما المنطقة الرمادية تضيق يوماً بعد يوم.
بعد نكسة حزب الله وبيئته، يطلّ علي لاريجاني بصفته المبعوث الإيراني في مهمة تمزج الأمن بالسياسة لإعادة الإمساك بخيوط النفوذ الإيراني في لبنان.
تزامنا مع مهمتي أورتاغوس ورشاد نشرت رويترز معلومات عن تفكيك الجيش مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان.
بينما تصوغ العواصم العربية رؤيتها الجديدة للسلام والأمن، ما زال لبنان يتخبّط في خطابٍ تخطاه الزمن بتطوراته العميقة.
لا يزال الانقسام عميقا بشأن مشاركة المغتربين في الانتخابات بين جبهة الرئيس بري والتيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية وحلفائها.
يلقي الاستاذ جوزيف أبي ضاهر الضوء على زمني الصفاء والجفاء بين الرئيس فؤاد شهاب والبطريرك المعوشي.
شكلت قمة شرم الشيخ مفصلا دوليا واقليميا في منطقة الشرق الأوسط لها انعكاساتها على لبنان.
يتناول الاستاذ جوزيف أبي ضاهر السلام المتوقع في الاقليم كفجر مرتجى.