Lebanon News I ليبانون تابلويد : أخبار الساعة من لبنان والعالم!


لودريان بلا مبادرة وفرنسا خارج مقاعد التأثير

تفاجأ من التقى الموفد الفرنسي إيف جان لودريان بأنّه لم يبادر بل سأل واستمع.

الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٥

اخبار ليبانون تابلويد الآن عبر خدمة
اضغط هنا

المحرر السياسي- تتقاطع المعلومات عند أنّ جولة الموفد الفرنسي إيف جان لودريان إلى بيروت لم تحمل أي مبادرة فعلية.

فقد اكتفى بطرح الأسئلة والاستماع إلى مواقف القوى السياسية، من دون تقديم طرح أو خطة، وكأنّه يزور ساحة لا يعرف تفاصيلها.

وتقول شخصيات التقت لودريان إنّه بدا بعيدًا عن مسار التطورات الأخيرة، ولا سيما الحراك الأميركي المتصاعد على الجبهة اللبنانية–الإسرائيلية.

فقد ظهر وكأنّه يتابع من بعيد، من دون إدراك لخطوات واشنطن أو أهدافها.

وعند مقارنة التحرك الفرنسي بالتحركين المصري والقطري، يتبيّن بوضوح أنّ باريس أصبحت في "المقعد الخلفي"، بينما تتقدّم الولايات المتحدة ومعها القاهرة والدوحة في المسار الدبلوماسي.

فالموفد الفرنسي لم يعرض أي فكرة أو مبادرة، ما أعطى انطباعًا بأنّ باريس تتصرف بأدوات قديمة ورؤية انتدابية فقدت صلاحيتها، ومن دون خطة لاستعادة نفوذها التقليدي.

وفي مقابل السكون الفرنسي، برز النشاط الفاتيكاني في زيارة البابا لاوون، فقد أطلق مبادرة  للسلام ولو أنّها لم تتضمن آليات بل عناوين، وبدأ يهيّئ لدور فاعل في مرحلة لاحقة، مستفيدًا من ديبلوماسيته الهادئة ومتابعته الدقيقة لما يجري، من دون التورط في تفاصيل نشاط لجنة الميكانيزم...

أما على الضفة الأميركية، فتتقدّم واشنطن كقوة تقود المسار، بدعم عربي متزايد.

وإذا كان التباين يظهر داخل الخطاب الأميركي بين البنتاغون الذي يشيد بدور الجيش اللبناني في ضبط السلاح، وبين دوائر القرار السياسي التي تركز على ضرورة نزع سلاح حزب الله بسرعة، فإنّ  القرار الحاسم يبقى في البيت الأبيض، حيث يمسك الرئيس دونالد ترامب بالملف اللبناني باعتباره جزءًا أساسيًا من ملف الشرق الأوسط، ويتجه فريقه إلى تشدد أكبر لعدم إتاحة الفرصة لإيران وحزب الله من استغلال عامل الوقت، كما حصل سابقًا.

ينظر الرئيس دونالد ترامب  إلى الملف اللبناني من زاوية مشروعه الأوسع في الشرق الأوسط، أي "خطة إبراهام". فبالنسبة لفريقه، أي استقرار أو تسوية في لبنان يجب أن ينسجما مع المسار الإقليمي العام وإعادة ترتيب موازين النفوذ.

ومن هذا المنطلق، يتعامل ترامب مع لبنان ليس كملف منفصل، بل كجزء من خريطة يجري إعادة رسمها، بحيث لا يُسمح لإيران ولا لحزب الله بتعطيل الأهداف الكبرى للخطة. لذلك يندفع فريقه نحو مقاربة واضحة التشدّد، ويرى أنّ أي فراغ أو تأجيل لحصرية السلاح مثلا، يمنح خصومه فرصة لتثبيت مواقعهم خارج إطار الرؤية الأميركية الجديدة للمنطقة.

وبهذا المشهد، بدت زيارة لودريان، وفق أحد الذين التقوه، "لزوم ما لا يلزم" ولا تحمل أي "قيمة مضافة".

وبينما تدرك قيادات مسيحية واسلامية أيضا أهمية الدور التاريخي لفرنسا، فإنّ ميزان القوى الحالي يفرض عليها البحث عن موقع في أي تسوية مقبلة، وهو موقع لم تعد باريس قادرة على ضمانه برغم دورها في اليونيفل ولجنة الميكانيزم ، وبرغم محاولاتها المحافظة  على موطئ قدم في ملفات الإصلاح والدعم الأمني، لكنّ  نفوذها يتراجع مقارنة بالماضي.


أحدث مقاطع الفيديو
مشاهدة :56857 الخميس ١١ / يناير / ٢٠٢٥
مشاهدة :53914 الخميس ١١ / يونيو / ٢٠٢٥
مشاهدة :52960 الخميس ١١ / يناير / ٢٠٢٥